«عملية مرتقبة».. التفاصيل الكاملة للإنزال الجوي الأمريكي للمساعدات فوق غزة
عبده حسن مصر 2030أعلن الرئيس جو بايدن عن قرار الولايات المتحدة بالبدء في تسليم المواد الغذائية والإمدادات الطبية عبر عمليات إسقاط جوي على قطاع غزة في الأيام القادمة.
ويأتي هذا الإعلان في ظل تحذيرات منظمة الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية والمجاعة في غزة، بعد تصاعد التوتر جراء فتح النار من قبل القوات الإسرائيلية على المدنيين الذين يبحثون عن المساعدات الغذائية.
ويعتبر استخدام عمليات الإنزال الجوي وسيلة فعّالة لكنها غير كافية لتأمين وتوزيع المساعدات بشكل شامل، وتظهر تلك الخطوة إشارة إلى عدم قدرة الإدارة الأمريكية على إقناع إسرائيل بالتعاون في جهود توفير المساعدات عبر اليابسة، خاصة في ظل التهديدات بحدوث أزمة إنسانية جماعية في غزة.
وانتقدت الإدارة الأمريكية باعتبار الأمر مجرد خطوة رمزية في مساعدة غزة، مما يعكس عجز بايدن عن استخدام نفوذ الولايات المتحدة للضغط على إسرائيل لتعزيز جهود المساعدة الإنسانية.
وأشارت منظمة الإغاثة التابعة للجنة الإنقاذ الدولية إلى أن عمليات الإنزال الجوي ليست الحل الأمثل للتخفيف من معاناة السكان، وأنها تشتت الجهود عن الحلول الفعّالة لتوفير المساعدات على نطاق واسع، وأن التركيز ينبغي أن يكون على الجهود الدبلوماسية لضمان رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.
وأعرب بايدن عن حزنه خلال إعلانه في البيت الأبيض خلال لقائه مع رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، مشيرًا إلى أن الخسائر في الأرواح أمر محزن للغاية، وأكد أن الناس يشعرون باليأس بشدة، حيث تعاني الأسر البريئة في حرب مروعة من نقص الغذاء، وشاهد رد فعلهم عندما حاولوا الحصول على المساعدات.
وأضاف الرئيس أن هناك حاجة ملحة للجهود الإضافية، وأن الولايات المتحدة ستبذل المزيد. وأشار إلى أنه في الأيام المقبلة، ستشارك الولايات المتحدة مع أصدقائها في الأردن وغيرهم في تنفيذ عمليات إنزال جوي لنقل المواد الغذائية والإمدادات الإضافية إلى غزة.
وتمت عمليات إنزال جوي بالفعل من قبل القوات الجوية الأردنية والفرنسية، وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تكلفية للغاية وغير مراقبة بشكل كامل لتوزيع المواد الغذائية في هذه الأزمة، إلا أن وصول الشاحنات المحملة بالمساعدات كان محدودًا جدًا وأقل بكثير من الحاجة والتوقعات.
ولا تزال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات عالقة على حدود غزة، غير قادرة على التقدم بسبب المخاوف الأمنية الرئيسية.
وتم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 112 شخصًا يوم الخميس على مشارف مدينة غزة أثناء تجمع الحشود لاستقبال قافلة المساعدات.
في حين اتهمت السلطات الفلسطينية القوات الإسرائيلية بفتح النار على الحشود، بينما قال الجيش الإسرائيلي إن معظم الوفيات نجمت عن التدافع والدهس من قبل الشاحنات، مع اعتراف الجيش بإطلاق النار ولكن فقط على مجموعة صغيرة من الفلسطينيين الذين هددوا الجنود الإسرائيليين.
وأفادت إدارة مستشفى محلي بأن 80% من الإصابات التي يتم علاجها ناتجة عن إصابات بالرصاص، وطلبت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا إجراء تحقيق في الأحداث.
وأشار بايدن إلى أنه خلال عمليات الإنزال الجوي، كانت الولايات المتحدة تسعى لفتح ممرات إضافية للمساعدات إلى غزة، بما في ذلك فكرة إنشاء ممر بحري لتسليم كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.
وفي إشارة مثيرة للقلق بالنسبة للديمقراطيين، الذين يشعرون بالقلق إزاء قدرة الرئيس البالغ من العمر 81 عاما على التعامل مع حملة انتخابية مرهقة، أدلى بالتصريح بشكل خاطئ بتسمية "أوكرانيا" مرتين بدلاً من "غزة" خلال إعلانه.
كما أكد بايدن أنه بالإضافة إلى توسيع عمليات التسليم عن طريق البر، سيعمل على ضمان تسهيل دخول المزيد من المساعدات إلى غزة، حيث لفت الانتباه إلى نقص المساعدات التي تصل حالياً إلى هذه المنطقة.
وأشار إلى أهمية تلبية احتياجات السكان هناك، مؤكداً أنه لن يتوقف عن المساعي للحصول على المزيد من المساعدة.
ومن جهته، يسعى بايدن وإدارته لمدة أشهر لإقناع بنيامين نتنياهو بالسماح بتسهيل دخول المزيد من المساعدات إلى غزة، ولكن حتى الآن، اختارت الإدارة عدم استخدام كافة الوسائل المتاحة لديها للضغط على إسرائيل، بما في ذلك الاعتماد على العلاقات الدبلوماسية والعسكرية.
وفي رد فعل على هذا السيناريو، أشار بريان فينوكين، وهو وزير سابق في الولايات المتحدة، إلى أن تجاهل الولايات المتحدة لاستخدام أي نفوذ حقيقي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، معتبراً أن الإجراءات الحالية قد تكون غير كافية لحل هذه الكارثة.
أما على صعيد آخر، عبّر روبرت فورد، السفير السابق للولايات المتحدة في الجزائر وسوريا، عن استيائه من محاولة إسرائيل فرض إجراءات إنزال جوي على غزة، ووصفها بأنها "أسوأ إذلال من قبل إسرائيل للولايات المتحدة الأمريكية".