سلاح التجويع في غزة.. متى نبلغ عمق الكارثة؟
مارينا فيكتور مصر 2030حذّرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا من خطر المجاعة في قطاع غزة، على مدى الأسابيع الماضية، كما ألمحت منظماتها ومسؤولوها أكثر من مرة إلى أن إسرائيل تستعمل سلاح التجويع في القطاع المحاصر والمكتظ بالسكان.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لايركه، في المؤتمر الصحفي الدوري للأمم المتحدة اليوم الجمعة في جنيف إن المجاعة في غزة "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء".
كما لفت إلى أن الوفيات تشكّل علامات تحذيرية "مقلقة جدا لأن الأمن الغذائي قبل هذا الصراع لم يكن سيئا إلى هذا الحد".
وأشار إلى أن الناس كانوا يملكون الطعام، وكانوا قادرين على إنتاج طعامهم، أما الآن فحتى إنتاج المواد الغذائية أصبح شبه مستحيل في غزة".
وأضاف أنه قبل الحرب التي شنها الاحتلال في غزة منذ هجوم أكتوبر الذي شنته حماس على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية، "كان صيد السمك مصدرا مهما للتغذية والدخل والقدرة على توفير الطعام، وكلها أمور توقّفت تماما".
وختم، قائلا: "دُمّرت أسس معيشة الناس اليومية".
ولدى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية معايير معينة لتحديد حالة المجاعة، إلا أنها حتى الآن لم تعلنها بعد في قطاع غزة رغم الوضع الكارثي.
الأمم المتحدة
وتعتمد الأمم المتحدة على وكالائها المتخصّصين كبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) اللذين تعتمدان من جانبهما على هيئة فنية تُسمى "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"" (IPC).
وتجري تلك الهيئة تحليلاً لشدّة انعدام الأمن الغذائي على سلم مبني على معايير دولية.
إذ تعد المجاعة حالة من الحرمان الشديد من الغذاء، وتتميّز بمستويات من الجوع والموت والعوز وسوء التغذية الحاد.
الكارثة
يتم بلوغ تلك المرحلة الأخيرة، حين تستوفي منطقة معيّنة مجموعة من المعايير، كأن يواجه 20 في المئة على الأقل من أُسرها نقصاً حاداً في الغذاء.
ويعاني 30 في المئة من الأطفال على الأقل من نقص التغذية الحاد، بالإضافة إلى موت شخصين يومياً على الأقل من كلّ 10 آلاف، أو ما لا يقل عن أربعة أطفال دون سنّ الخامسة من كلّ 10 آلاف طفل، بسبب الجوع أو بسبب التفاعل بين سوء التغذية والمرض.
ومنذ اندلاع الحرب في القطاع الساحلي الذي يسكنه أكثر من 2.4 مليون فلسطيني، فرض الاحتلال حصاراً خانقاً، ومنع دخول آلاف شاحنات الإغاثة التي تكدست على الحدود مع مصر، قبل أن تسمح بدخول بعضها بشكل شحيح جدا لا يسمن ولا يغني من جوع.
كما استهدفت أكثر من مرة شاحنات إغاثية تابعة للأونروا ما دفع الأخيرة إلى وقف إدخال المساعدات، لاسيما نحو الشمال منذ نحو شهر.
فيما أكدت الأمم المتحدة أن ربع سكان غزة باتوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.