بعد اغتيال زعيم المعارضة.. إلى أين تسير الأمور في تشاد؟
عبده حسن مصر 2030أعلن المدعي العام التشادي عمر محمد كديلاي أن السياسي المعارض التشادي يايا ديلو قد فارق الحياة خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.
وشهد شاهد عيان إطلاق نار كثيف يوم الأربعاء في العاصمة نجامينا بالقرب من مقر حزب ديلو المعارض، حيث أسفرت الاشتباكات عن وفاة عدة أشخاص في حوادث سابقة قرب مبنى وكالة الأمن الداخلي في تشاد.
وشهدت البلاد حالة من العنف خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو ويونيو، والتي قد تعيد الدولة الواقعة في وسط إفريقيا إلى الحكم الدستوري بعد ثلاث سنوات من استيلاء الجيش على السلطة.
وعلى الرغم من الهدوء الذي ساد العاصمة صباح الخميس، حيث عاد السكان إلى أعمالهم، لاحظ السكان عدم استعادة خدمة الإنترنت التي كانت محظورة في اليوم السابق.
وقامت قوات الأمن بتطويق مقر الحزب الاشتراكي بلا حدود الذي يتزعمه ديلو يوم الأربعاء، وتباينت الروايات بشأن الأحداث بين الحكومة والحزب.
وأفاد بيان حكومي بأن جهاز الأمن تعرض لهجوم من قبل ممثلي الحزب مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص، كما أكدت الحكومة محاولة اغتيال رئيس المحكمة العليا سمير آدم النور على يد عضو الحزب أحمد الترابي وتم اعتقاله.
فيما قال الأمين العام للحزب المعارض لوكالة رويترز إن الوفيات قرب وكالة الأمن حدثت عندما فتح الجنود النار على أعضاء من الحزب، وأشار إلى أن الترابي قتل بالرصاص يوم الثلاثاء وتم نقل جثته إلى مقر الوكالة.
وأفاد الأمين العام أن أعضاء الحزب وأقارب الترابي ذهبوا صباح الأربعاء للبحث عن جثته في الوكالة، ولكن الجنود فتحوا النار عليهم، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص.
وفي ديسمبر، وافقت المحكمة العليا على التصويت على دستور جديد يعتقد منتقدوه أنه قد يساعد في تعزيز سلطة زعيم المجلس العسكري محمد إدريس ديبي.
وتعد حكومته العسكرية واحدة من عدة مجالس عسكرية تسيطر على غرب ووسط أفريقيا، حيث شهدت المنطقة ثمانية انقلابات منذ عام 2020، مما أثار مخاوف بشأن تراجع الديمقراطية في المنطقة.
وديلو هو ابن عم الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي الذي انضم إلى حزبه صالح ديبي عم الرئيس، كما أنه يرأس "الحزب الاشتراكي بلاحدود"، والصراع بين الرجلين لم يكن مستجدا بل يعود لسنوات.
وأوضح مراقبون، أن "ديلو" ارتكب هفوات عديدة، خصوصا عندما سعى محمد إدريس ديبي إلى تعزيز السلطة المتنازع عليها داخل عشيرته، فيما استنكر بعض أقارب ديلو الأمر ما اعتبروه "اغتيالا"، وسط تأكيدات بتعقد المشهد أكثر الفترة المقبلة في البلاد ودخولها لمعارك دموية.