حملات الاغتيالات ضد قادة حماس.. ماذا ينتظر إسرائيل من مخاطر؟
مارينا فيكتور مصر 2030لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تطارد قادة حماس خارج غزة، ردًا على هجوم مقاتلي الحركة في 7 أكتوبر 2023، لكن ذلك قد يجر نتائج عكسية، وفق تحليل لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وقال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، رونين بار، في ديسمبر الماضي، إن الاحتلال يطارد ويقتل قادة حماس "في كل مكان، في غزة، وفي الضفة الغربية، وفي لبنان، وفي تركيا، وفي قطر".
والواقع أن الحملة الإسرائيلية جارية بالفعل، وفق التحليل، الذي ذكّر بأنه في الثاني من يناير الماضي، أدت غارة إسرائيلية بطائرة بدون طيار في بيروت، إلى مقتل صالح العاروري، نائب الزعيم السياسي لحركة حماس ومسؤول الاتصال المهم مع حزب الله اللبناني.
صالح العاروري
وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي القيادي في "حماس" صالح العاروري واثنين آخرين من الحركة، جراء انفجار استهدف مكتبا للأخيرة في المشرفية بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وأطد التحليل أن تجربة إسرائيل، تكشف أيضًا عن "المخاطر والقيود الاستراتيجية العديدة لهذا النهج".
ووفق التحليل، فإنه بينما ستلاحق إسرائيل قادة حماس في جميع أنحاء العالم في الأشهر والسنوات المقبلة "يجب على صناع القرار في إسرائيل أن يزنوا بعناية الفوائد والمخاطر المحتملة لحملتها، وأن يدركوا أنه حتى سلسلة ناجحة من الاغتيالات لقادة حماس لن تحل التهديدات التي تواجهها إسرائيل، أو توفر لها الأمن على المدى الطويل".
المكاسب التي ستجنيها إسرائيل
بحسب التحليل، تستطيع إسرائيل أن تستفيد بطرق عديدة من الجهود العالمية الرامية إلى محاصرة زعماء حماس. ومن خلال إعلان حملتها (للاغتيالات) علناً، فمن المحتمل أن تكون إسرائيل قد "عطلت بالفعل عمل الجماعة".
ويقول التقرير: "سوف يكافح إسماعيل هنية ويحيى السنوار وغيرهما من كبار قادة حماس من أجل توفير أكثر من مجرد التوجيه الاستراتيجي الأساسي، لأنهم يتجنبون الاتصالات الإلكترونية، ويبقون في حالة تنقل، ويتخطون الاجتماعات والتجمعات الأخرى".
المخاطر
العديد من كبار رجال حماس يعيشون في قطر وتركيا، "لذلك فإن محاولات قتل قادة حماس في أي من هذين البلدين الأخيرين تحمل في طياتها مخاطر دبلوماسية كبيرة"، بحسب التحليل.
وكان قد حذر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أن إسرائيل "ستدفع ثمنا باهظا للغاية" إذا حاولت أن تستهدف أعضاء من حركة حماس في بلاده.
وعلى مدى الأسابيع التسعة التالية، ألقت الشرطة التركية القبض على أكثر من 40 شخصا يشتبه في تجسسهم لصالح الموساد.
ولفت التحليل إلى أن إسرائيل "تدرك تمام الإدراك هذه المخاطر"، وقد أعرب مسؤولون سابقون عن شكوكهم في أنها ستحاول تنفيذ عمليات في البلدين المذكورين، بسبب "علاقة أنقرة العسكرية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعلاقات الاقتصادية مع الغرب وإسرائيل نفسها".
يذكر أن إسرائيل نفذت حملة استهدافات في 17 دولة على الأقل حول العالم على مر السنوات الماضية.