رسوب جماعي لطلاب كلية الطب بسوهاج.. ومراقبون: الغش أخرج لنا طلاب لا يستحقوا كلياتهم
محمد ناجى زاهى مصر 2030تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشورات تشير إلى تدني نسبة نجاح طلاب الفرقة الأولى بكلية الصيدلة في جامعة سوهاج إلى 20.8%، بينما جاءت نسبة الرسوب بنسبة 79.2%، وقد أثارت هذه النسبة العالية من الرسوب جدلا وسخرية بين مستخدمي مواقع التواصل، خاصة بعد واقعة الرسوب الجماعي لطلاب كلية الطب في سوهاج التي حدثت الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من ذلك، أفاد مصدر من كلية الصيدلة في جامعة سوهاج أن نسبة نجاح طلاب الفرقة الأولى ليست نهائية ولا يمكن تحديدها بشكل نهائي إلا بعد امتحانات الفصل الدراسي الثاني وإعلان النتائج بشكل رسمي.
يذكر أن الأسبوع الماضي، قام رواد فيسبوك بتداول منشورات تشير إلى تدني نسبة نجاح طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب في جامعة سوهاج إلى 25%، ونسبة الرسوب بنسبة 75%.
من جانبها، تقدمت آمال عبدالحميد، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة وأكدت النائبة في طلبها أن كلية الطب في جامعة سوهاج أعلنت نتيجة الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي الحالي لطلاب الصف الأول الجامعي، وبلغت نسبة النجاح في الكلية 25%، لتكون نسبة الرسوب 75%، مما أثار استياء العديد من المعنيين والمهمومين بحال التعليم الجامعي في مصر.
وشددت عبدالحميد على أن هذه النتائج تشير إلى ضعف منظومة امتحانات الثانوية العامة، وأن المجاميع الكبيرة فيها غير شرعية، مما أدى إلى دخول طلاب لا يمتلكون القدرة على دراسة تلك المقررات والمناهج.
وأشارت إلى أن نتيجة طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب جامعة سوهاج تعكس خطورة الغش المنتشر في المدارس وتسريبات امتحانات الثانوية العامة التي فشلت الوزارة في السيطرة عليها.
واعتبرت النائبة أن الرسوب الجماعي لطلاب الطب في جامعة سوهاج ينبغي أن يكون جرس إنذار خطير لكل الجهات المعنية بحال التعليم في مصر، حيث سيؤدي وجود طلاب يتخرجون دون المستوى المطلوب إلى تداعيات وخسائر كبيرة في المستقبل.
وأوضحت النائبة أنها تنتظر من وزارة التربية والتعليم إجراء تحقيق شامل حول علاقة الطلاب المذكورين بنظام امتحانات الثانوية العامة، ودراسة ملفاتهم بنظام الثانوية العامة الجديد لمعرفة ما إذا كانت النتائج المخيبة للآمال تعود إلى وجود مجاميع غير شرعية أم لأسباب أخرى.
وأخيرا، أشارت النائبة إلى أن نتائج طلاب الفرقة الأولى بكلية الطب جامعة سوهاج تجعل من الضروري على الحكومة والجهات المعنية إعادة النظر في سياسات التعليم واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين جودة التعليم وضمان نجاح الطلاب في المستقبل.
وفي هذا الصدد، يرى الدكتور أحمد زناته، زميل كلية الأطباء الملكية بأيرلندا، أن هذا الأمر وهذه النتيجة لم تكن مفاجئة بالنسبة للمتابعين للعملية التعليمية في مصر .
ويشير زناته إلى أهمية تغيير نظام الحفظ والتحصيل الدراسي ليعتمد على الفهم والابتكار، ولكنه يلاحظ أن هناك عوامل عدة تم إغفالها، مثل عدم تدريب المعلمين على الأنظمة الجديدة، مما أدى إلى تبني أسلوب تدريس قديم بفكر جديد.
وأكد زناته أن هناك جهوداً لتغيير نظام الحفظ والتحصيل الدراسي القديم إلى نظام يركز على الفهم والابتكار، إلا أنه أشار إلى وجود عدة عوامل تم تجاهلها، مثل تدريب المعلمين على الأساليب الجديدة، مما أدى إلى إنتاج منتج "أعرج"، حيث تم تطبيق منهج جديد بأسلوب تقليدي، مما أثر على قدرة الطلاب على فهم المواد.
وأشار زناته إلى أسباب أخرى تساهم في هذه النتيجة، بما في ذلك انتشار ظاهرة الغش بشكل كبير في المدارس، مما أدى إلى دخول طلاب غير مستعدين للكليات التي تتطلب مستوى عالي من الجهد والتحصيل الدراسي.
وأكد زناته أن هذه المسألة تتطلب مراجعة جادة، وقدّم الشكر لقيادة جامعة سوهاج على مواجهة الوضع بشجاعة وعدم التهاون في التعامل معه.