اختار يومين في السنة لاختراق الأشعة معبده.. الشمس تعانق وجع الملك رمسيس في ظاهرة حيرت العلماء
مارينا فيكتور مصر 2030اختار الفرعون المصري، الملك رمسيس الثاني، يومين فقط من السنة لاختراق أشعة الشمس معبده الكبير بمدينة أبوسمبل جنوب مصر، وبنى لنفسه منصة وأطلق عليها قدس الأقداس.
ومن شدة حب الملك رمسيس لزوجته بنى لها معبداً منفرداً بجانب معبده حتى تكون فى جواره للأبد"، ورغم انشغال رمسيس بالحروب واتساع ملكه، إلا أنه كان مهتماً بالعمارة وبناء المعابد ونقش الرسوم والزخارف.
وكان تسجيل بطولاته العسكرية بالكتابة الهيروغليفية على جدران معابده ومعبده الكبير في مدينة أبوسمبل جنوب مصر، أكبر شاهد على قصة هذا الفرعون، الذى استطاع أن يختار يومين فقط من السنة لتتسلط أشعة الشمس على منصة قدس الأقداس التى بناها داخل المعبد.
تفاصيل ظاهرة تعامد الشمس
اكتشف علماء الآثار، هذه الظاهرة حديثًا، ولكن القدماء المصريون جسدوها قبل آلاف السنين بمعبد رمسيس الكبير فى مدينة أبوسمبل.
وكانت قد رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة التي كانت تتابعها وترصدها عندما كانت تستيقظ يوميا مع شروق الشمس وكانت تقيم على مقربة من المعبد، ولاحظت أن أشعة الشمس تدخل فى يومين محددين كدخول ممتد إلى داخل قدس أقداس المعبد وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".
ولم يترك المصرى القديم نقشاً أو أثر لهذه الظاهرة، مما زاد من حيرة العلماء حول هذه الظاهرة، لكن العلماء ربطوا هذين اليومين بتاريخ يومين مهمين في حياة الملك رمسيس صاحب المعبد، وهما يوم ميلاد الملك ويوم تتويجه على العرش.
وقال العلماء، إن الظاهرة علميا تحدث وفقا لدوران الأرض حول الشمس وأن هناك نقطة بالأرض يحدث لها تعامد للشمس مرتين فى السنة، وتظهر عبقرية بناء المعبد فى تحديد المسافة التي سينحتها في الجبل لإقامة المعبد عليها وحسابات دخول الشمس في يومين فقط.
تبدأ الظاهرة مع شروق الشمس مباشرة، لأن المعبد مطل على بحيرة ناصر، ولا يمنعه حواجز أو مرتفعات، وتسقط أشعة الشمس على واجهة المعبد، حيث يبدأ التكوين المعمارى للمعبد، من الواجهة التى تتكون من 4 تماثيل يتوسطها مدخل المعبد الوحيد، ثم صالات متتالية عددها ثلاثة.
قدس الأقداس
تضم منصة قدس الأقداس، تماثيل لأربعة آلهة وهم من اليسار لليمين: الإله بتاح إله العالم الآخر وإله منف، والإله آمون رع، الإله الرئيسى للدولة ومركز عبادته طيبة، والإله رع حور أخته إله هوليوبلس.
وتتعامد الشمس على التماثيل الثلاثة دون الإله بتاح إله العالم الآخر السفلى، لاعتقاد المصري القديم بعدم منطقية سقوط أشعة الشمس على العالم السفلي، ولذلك لم يغفل المصري القديم ببراعته هذا الجانب ومنع الشمس من التمثال الرابع.
ويقول خبراء الآثار، إن ظاهرة "تعامد الشمس" على تمثال رمسيس كانت تحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964، إلا أنه بعد نقل معبد أبوسمبل بعد تقطيعه لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالى فى بداية الستينيات من موقعه القديم، الذى تم نحته داخل الجبل، إلى موقعة الحالى، أصبحت هذه الظاهرة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.