«صراع في المياه».. هل تشتعل الأمور بين الصين وتايوان؟
عبده حسن مصر 2030قامت تايوان بطرد قارب خفر السواحل الصيني الذي دخل المياه القريبة من جزرها الأمامية بعد يوم واحد من احتجاز قارب سياحي تايواني من قبل خفر السواحل الصيني، مما زاد من التوتر في المنطقة.
وقام خفر السواحل التايواني بإبعاد القارب الصيني رقم 8029 الذي دخل المياه التايوانية بالقرب من كينمن صباح الثلاثاء، وذلك باستخدام الرادار والبث لإرسال إشارات تحذيرية، مما أدى إلى مغادرة القارب الصيني للمنطقة بعد فترة وجيزة.
كما قاموا بتأكيد استمرار مراقبتهم للمنطقة المحيطة بأرخبيل كينمن لضمان السلامة والانسجام، مع التأكيد على أن هذه الجزر تابعة لتايوان ولكنها تقع بالقرب من البر الرئيسي الصيني.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد فقط من احتجاز خفر السواحل الصيني لقارب سياحي تايواني للتفتيش، بعد اعتقادهم بأنه دخل المياه الصينية أثناء تجنب المياه الضحلة، مما أثار قلق الركاب واتهامات لخفر السواحل التايواني بإثارة الذعر.
وتتوالى هذه الأحداث في سياق تصاعد التوتر بين الجانبين بعد حادث انقلاب قارب سياحي تايواني مما أدى إلى وفاة شخصين داخل المياه المحظورة لتايوان، والذي تم احتجاز طاقمه وترحيلهم إلى الصين بعد إنقاذهم.
وأعربت السلطات الصينية بشدة عن استنكارها لحادثة القتل وتدعو إلى إجراء تحقيق شامل، معتبرة الحادث "عملاً معاديا" ألحق أذى بالناس على جانبي مضيق تايوان وأساء إلى العلاقات بين الجانبين.
من جانبها، تشير التحقيقات الأولية التي أجرتها تايوان إلى سلوك غير مقبول من جانب خفر السواحل الصيني، حيث دخلت السفينة الصينية المياه المحظورة بالقرب من تايوان ورفضت التعاون مع السلطات التايوانية، ثم غادرت بسرعة.
وفيما يتعلق بعائلة الرجلين اللذين قتلا في الحادث، وصلت إلى جزيرة كينمن يوم الثلاثاء لإقامة طقوس الجنازة، وأعربوا عن رغبتهم في تحقيق العدالة.
كما تنشر هذه الحادثة مخاوف من تفاقم التوترات بين الصين وتايوان، خاصة مع التصريحات الأخيرة للحزب الشيوعي الصيني بخصوص نيته ضم تايوان، وتصاعد الخلاف مع الحكومة التايوانية الحالية.
وفي هذا السياق، حث رئيس الوزراء التايواني على العقلانية والمساواة، مؤكدًا استمرار دعم تايوان للسلامة البحرية وحقوق الصيادين.
بينما عقبت وزارة الخارجية الأمريكية عن كثب تطورات الوضع، داعية إلى ضبط النفس والالتزام بالسلام والاستقرار في المنطقة.
وهذه الأحداث تعكس التوترات القائمة في المنطقة، وتجبر الأطراف المعنية على التعامل بحذر وحكمة لتفادي تصاعد الأزمة وتحقيق استقرار دائم في المنطقة.