تحركات أمريكية لوقف هجوم إسرائيل على رفح.. ما التفاصيل؟
تقدمت الولايات المتحدة بمقترح لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار ويطالب بعدم تنفيذ إسرائيل لهجوم مخطط على رفح في جنوب قطاع غزة.
وتمثل هذه المسودة المرة الأولى التي تدعم فيها الولايات المتحدة بوضوح وقف إطلاق النار في الصراع بين إسرائيل وحماس، على الرغم من أنها تشير إلى ضرورة بدء الهدنة المؤقتة "في أقرب وقت ممكن عمليا"، مما يترك مجالًا للتدابير العسكرية للجيش الإسرائيلي.
ويأتي هذا المقترح بديلاً عن مشروع قرار جزائري يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، كما يعكس النداء الأمريكي بشأن رفح، حيث لجأ حوالي نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، التصريحات الأخيرة لجو بايدن.
ومع ذلك، فإن أهمية مشروع القرار تكمن في إشارته إلى استعداد واشنطن للضغط من خلال الأمم المتحدة على إسرائيل، بدلاً من الاعتماد على الاتصالات الثنائية فقط.
ووفقًا لنص مسودة القرار التي تم الاطلاع عليها، يقرر مجلس الأمن أن أي هجوم بري كبير على رفح في الظروف الحالية سيؤدي إلى المزيد من الأذى للمدنيين ونزوحهم بشكل أكبر، بما في ذلك إلى الدول المجاورة، مما قد يؤثر سلبًا على السلام والأمن الإقليميين، وبالتالي، يؤكد على أن مثل هذا الهجوم البري الكبير لا ينبغي أن يستمر في الظروف الحالية.
وقال ريتشارد جوان، مدير الأمم المتحدة لمجموعة الأزمات الدولية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "أعتقد أن إسرائيل ستكون قلقة بشأن مشروع القرار هذا من بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة أكثر من المطالب الأعلى أو الأقوى من أعضاء الأمم المتحدة الآخرين."
وما زال غير واضح ما إذا كان سيتم إقرار المشروع أو حتى طرحه للتصويت، ويتطلب القرار تسعة أصوات مؤيدة على الأقل وعدم استخدام حق النقض من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين – الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين – من أجل اعتماده، لكنه يمكن أن يكون الأساس للمفاوضات مع أعضاء المجلس الآخرين في الأيام المقبلة.
ويبدأ مشروع القرار الأمريكي بإدانة حماس بسبب الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر، وتحديداً "احتجاز وقتل الرهائن والقتل والعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب".
وكانت البعثة الأمريكية قد اشتكت في السابق من أن قرارات سابقة لمجلس الأمن أغفلت إلقاء اللوم الصريح على حماس.
ويدعو النص الأمريكي إلى حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية، لكنه لا يذكر على وجه التحديد دور ومسؤوليات الحكومة الإسرائيلية أو القوات المسلحة.
ووجّه وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، نداءً لـ "وقف القتال الآن"، والتحول نحو تحقيق سلام دائم بدلاً من المزيد من الهجمات في رفح.
وخلال زيارته لستانلي في جزر فوكلاند يوم الاثنين، أكد للصحافيين على أهمية "وقف القتال الآن"، وشدد على ضرورة الإفراج الفوري عن الرهائن وتسهيل دخول المساعدات. وأضاف كاميرون: "لنتوقف عن القتال الآن، ولنفرج عن الرهائن، ثم لنعمل على بناء السلام من هنا"، هذا ما نحتاج إليه بدلاً من استمرار الهجمات في رفح، كما أوضح اللورد كاميرون.
