ما هي طبيعة الاتفاقات التي وقعت بين مصر وتركيا؟
تركزت المحادثات المباشرة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال الزيارة الأخيرة، على تعزيز التفاهم والتعاون بين البلدين.
وتعد هذه المناقشات بمثابة استجابة للتحولات الجيوسياسية السريعة في المنطقة، والتي تتضمن تصاعد الصراعات الإقليمية والتنافس بين القوى الكبرى، مما دفع مصر وتركيا إلى إعادة تقييم استراتيجياتهما.
وتمحورت المحادثات حول عدة مسائل مهمة، بما في ذلك تطوير واستغلال موارد الغاز الطبيعي في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية، بالإضافة إلى التركيز على حل النزاعات وتحقيق الاستقرار في مناطق مثل غزة وليبيا والسودان وأفريقيا.
فمن المهم أن يتم تعزيز الحوار والتعاون بين مصر وتركيا، حيث يمكن لذلك أن يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة، ويخدم مصالح البلدين وشعوبهما على السواء، بحسب ما ذكر "جيوبوليتك مونيتور".
كما تمحورت المباحثات بين الرئيسين المصري والتركي حول الملف الفلسطيني والوضع في غزة كمحور رئيسي، ويسهم الوضع في غزة في زيادة التوترات في المنطقة، خاصةً بفعل سلوك الجماعات الوكيلة المدعومة من إيران مثل الحوثيين في اليمن، والتي تؤثر على أمن السفن التجارية في البحر الأحمر، مما يؤثر بدوره على حركة المرور في قناة السويس المصرية.
وفتحت المحادثات بين الرئيس السيسي والرئيس أردوغان الباب أمام التوصل إلى تفاهمات مشتركة بشأن الصراع في ليبيا، الذي دام لما يقرب من عشر سنوات.
ويتضمن ذلك إمكانية التوصل إلى حل مثمر يشمل نجاح الانتخابات وتسوية الميليشيات بشكل سلمي، وهو ما يفتح الباب أمام فرص اقتصادية محتملة للشركات المصرية والتركية في مشاريع إعادة الإعمار لاحقًا.
ويوفر الحوار المصري التركي فرصة لكلا الأطراف لاستكشاف استراتيجيات أكثر تأثيراً لمعالجة الصراعات المستمرة في أفريقيا، ولا سيما في السودان حيث استمرت الحرب الأهلية لسنوات، فمن المهم تحديد مواقف مصر وتركيا وتوحيدها لمواجهة التهديد الإثيوبي، خاصة أن الصومال يستضيف أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج، مما يعزز التعاون الإستراتيجي بين البلدين.
ويبدو أن أنقرة تسعى لتعزيز العلاقات مع مصر للمشاركة في التعاون الإقليمي وتعزيز الشراكات، وقد يؤدي ذلك إلى تخفيف المعارضة السياسية لتركيا داخل منظمة غاز شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتعبر تركيا أيضًا عن رغبتها في التوقيع على معاهدة ثنائية لترسيم الحدود البحرية مع مصر، وهو ما يعزز التفاهم بين البلدين وقد يسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
