تدمير 204 موقع أثري.. الاحتلال ينتهك معاهدات حماية الإرث الثقافي ويمحي تاريخ غزة
مارينا فيكتور مصر 2030جانب مجهول من الحرب في غزة، يظهر بالتدريج، إذ يحاول الاحتلال الإسرائيلي، بشتى الطرق، طمس التاريخ والحضارة في فلسطين، فلم يترك للشعب المنكوب ماضي أو حاضر أو مستقبل.
ويتعمد الاحتلال نسف كل ما له علاقة بالتراث الفلسطيني، عبر تدمير ونهب وسرقة الآثار والمواقع التراثية، لمسح أي شيء له صلة بتاريخ الشعب الفلسطيني، وقطع الصلة بين الفلسطينيين وأرضهم.
وبهذا الأسلوب الإجرامي ينتهك الاحتلال كل المواد التى تمنع استهداف المواقع الأثرية خلال فترات الحروب والنزاعات، خاصة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي كشف فيه الاحتلال عن وجهه القبيح ومخططه لطمس الهوية الفلسطينية عبر توسيع حجم الاستهداف للمواقع الأثرية والتراثية في القطاع.
تدمير 200 موقع أثري وتراثي
ووفقا لآخر إحصاء صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في 11 فبراير، فإن الاحتلال دمر 200 موقع أثري وتراثي، بجانب 100 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل كلي، و295 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي، 70 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال كليا، و290,000 وحدة سكنية دمرها الاحتلال جزئيا غير صالحة للسكن.
ويؤكد الدكتور عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطيني، أن الاحتلال يستهدف المواقع الأثرية في قطاع غزة، لأن هذا جزء من استهداف للرواية والهوية الوطنية الفلسطينية من خلال تدمير هذه الآثار والمواقع الأثرية والاعتداء على المبانى الأثرية وهو محاولة لهدم جزء من الذاكرة الفلسطينية.
يشار إلى أن المواقع التراثية محمية بقوة القانون الدولي، وفقا لاتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية، إذ أن الاتفاقية تنص على أنه في حالة حدوث نزاع مسلح، تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة باحترام الممتلكات الثقافية الكائنة سواء في أراضيها أو أراضي الأطراف السامية المتعاقدة الأخرى.
وبحسب اتفاقية لاهاي، تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية، ولا يجوز لأحد الأطراف السامية المتعاقدة أن يتحلل من الالتزامات الواردة في هذه المادة بالنسبة لطرف متعاقد آخر بحجة أن هذا الأخير لم يتخذ التدابير الوقائية المنصوص عليها في المادة الثالثة.