وفاة «أليكسي نافالني».. كيف تحولت إلى قضية «اغتيال سياسي» منسوبة من الغرب لـ«بوتين»
عبده حسن مصر 2030وجه قادة الغرب اتهامات حادة ضد فلاديمير بوتين مباشرة بخصوص وفاة زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني، والتي وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها "دليل آخر على وحشية بوتين".
ونافالني فارق الحياة أثناء احتجازه في سجن يبعد حوالي 40 ميلاً شمال الدائرة القطبية الشمالية، حيث كان محكوماً بالسجن لمدة 19 عاماً بموجب "نظام خاص".
وفي تصريحات من البيت الأبيض، قال بايدن: “لا تخطئوا، بوتين مسؤول عن وفاة نافالني”.
وتُعتبر وفاة نافالني، الذي كان يوماً ما أهم منافس سياسي لبوتين، لحظة فارقة بالنسبة للحركة المؤيدة للديمقراطية المنقسمة في روسيا، حيث تم سجن أو طُرد معظم قادتها إلى المنفى منذ غزو أوكرانيا عام 2022.
وبالرغم من توقع نافالني وعدد كبير من أنصاره أن يفارق الحياة خلف القضبان، إلا أن القليل منهم تصور أن يحدث ذلك بسرعة مثل هذه، وقد أثارت التقارير عن وفاته موجة من الغضب وعدم الاعتقاد بين أنصاره، بما في ذلك عائلته.
وفي كلمة ألقتها في مؤتمر ميونيخ للأمن، قالت زوجته يوليا: "لا أدري ما إذا كنت سأصدق الأخبار المروعة".
وأضافت: "لكن إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فأريد أن يعلم بوتين وموظفوه وأصدقاؤه وحكومته أنهم سيتحملون عواقب أفعالهم ببلدنا وعائلتي وزوجي، سيتم محاسبتهم، وسيأتي ذلك اليوم قريبًا جدًا".
ووفاة نافالني تثير تساؤلات متعددة حول إمكانية استخدام الغرب للأدوات المتاحة لتقييد أو معاقبة الرئيس الروسي بوتين، الذي يواجه عقوبات منذ عام 2022 واتهمته المحكمة الجنائية الدولية بخطف أطفال أوكرانيين.
وفي عام 2021، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عواقب "مدمرة" على روسيا في حال وفاة نافالني وهو خلف القضبان.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هناك شيء يمكن أن يمنع بوتين من تكرار حملاته القمعية ضد أنصار نافالني داخل روسيا وخارجها.
وأثنى بايدن في تصريحاته على شجاعة نافالني وقراره بالعودة إلى روسيا على الرغم من التهديدات بالسجن. وأكد بايدن قائلاً: "لقد قفز بشجاعة في وجه الفساد والعنف وكل أشكال الظلم التي تنفذها حكومة بوتين".
وأضاف قائلاً: "بوتين رد على ذلك بتسميمه واعتقاله ومحاكمته بتهم ملفقة وحكمه بالسجن وعزله... ولكن حتى في السجن، كان صوتًا قويًا يدافع عن الحقيقة".
وكشفت روسيا أن أسباب وفاة نافالني كانت طبيعية، حيث أفادت إدارة السجون الفيدرالية في المنطقة التي كان يُحتجز فيها بأنه شعر بتوعك أثناء المشي وفقد الوعي تقريباً على الفور.
وأشار البيان إلى أنه تمت محاولات إنعاشه دون جدوى، مما أدى إلى تأكيد وفاته من قبل المسعفين، أبلغ الكرملين بوتين بالحادثة، لكنه لم يكن لديه مزيد من التفاصيل.
ورد الفعل الغربي كان سريعًا، حيث اتهم كبار المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا الكرملين بتورطه في وفاة نافالني، واستدعت وزارة الخارجية السفير الروسي في لندن معتبرة أن السلطات الروسية مسؤولة بالكامل.
وأدلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بتصريح يقول إن وفاة نافالني في السجن الروسي تظهر الضعف والفساد في نظام بوتين، معتبراً روسيا مسؤولة عن هذا الأمر.
كما رد الكرملين على التصريحات الغربية كان بغضب، حيث وصف السكرتير الصحفي لبوتين تصريحاتهم بأنها "شنيعة وغير مقبولة".
وفي روسيا، قامت مجموعات صغيرة بتحدي القيود ووضعت الزهور على نصب تذكاري مؤقت لنافالني في موسكو وسانت بطرسبرج ومدن أخرى، مما أدى إلى اعتقال أكثر من 100 شخص وفقًا لمنظمة OVD-Info.
كان نافالني بحالة جيدة عندما ظهر في فيديو لجلسة المحكمة يوم الخميس، حيث اشتكى من الغرامات المتكررة التي فرضت عليه أثناء احتجازه وطلب مساعدة مالية بسبب تلك الغرامات.
وأعلنت إدارة السجون أن سبب وفاة نافالني لم يتم تحديده، ففي العام الماضي، نُقل نافالني إلى المستشفى بعد شكواه من سوء التغذية وأمراض أخرى ناجمة عن سوء المعاملة في السجن.
وتجاوز نافالني محاولة اغتيال بالغاز العصبي له ولعائلته، يوليا وأطفالهما، في 14 فبراير، نشر فريقه رسالة على إنستغرام موجهة لزوجته تعبّر عن حبه العميق واقترابه منها، وآخر مرة رآه محاميه كانت يوم الأربعاء، وأكد أن كل شيء كان على ما يرام في ذلك الوقت.