أليسكي نافالني.. معارض روسي سُمم وسُجن وتُوفي في عهد بوتين
مارينا فيكتور مصر 2030دفع أليكسي نفالني حياته ثمنا لمعارضته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع تنديده بلا هوادة بقمع النظام الروسي وفساده وغزوه لأوكرانيا، فتعرض للتسميم وأدخل السجن، وفارق الحياة الجمعة.
وصدرت معلومات أولية من السلطات الروسية بشأن وفاة أليسكي نافالني، أحد أبرز معارضي الرئيس فلاديمير بوتين، وبينما أكدت جميعها حدوث الواقعة، لم تعطِ توضيحات دقيقة بشأن الأسباب.
وتأتي وفاة أحد أهم خصوم بوتين، قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية في روسيا، والمقرر تنظيم الجولة الأولى منها في السابع عشر من مارس المقبل.
وقالت خدمة السجون في منطقة يامالو نينيتس، حيث كان يقضي نافالني عقوبته، الجمعة، إن زعيم المعارضة الروسي "شعر بوعكة بعد المشي، وفقد وعيه على الفور تقريبا".
وأضافت في بيان أنه تم استدعاء الطاقم الطبي، لكنهم لم يتمكنوا من إنعاش نافالني، وذكرت أنه يجري تحديد سبب الوفاة.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن "جهاز الأمن الفدرالي يتعامل مع جميع الفحوصات المتعلقة بوفاة نافالني، وهذا لا يتطلب تعليمات إضافية".
ونقلت وكالة "تاس" عن الكرملين، أنه تم إبلاغ بوتين بوفاة نافالني. وتابعت الوكالة ذاتها أن "نافالني لم يشتك من مشاكل صحية".
أليسكي نافالني
وسُجن نافالني البالغ من العمر 47 عاما في يناير 2021، وصدر في حقه في أغسطس الماضي حكم إضافي بالسجن 19 عاما بعد إدانته بتهمة "التطرف".
ونُقل أليكسي في نهاية عام 2023 إلى سجن ناء في منطقة قطبية في الشمال الروسي في ظروف بالغة الصعوبة أعلنت سلطاته وفاته الجمعة.
واعتبرت محاكماته الكثيرة ذات دوافع سياسية ووسيلة لمعاقبته لمعارضته الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد تركت عملية التسميم التي تعرض لها العام 2020 ونجا منها باعجوبة وإضرابه عن الطعام وفترات طويلة في الحبس الانفرادي تداعيات وخيمة على صحته.
وخلال جلسات المحاكمة ورسائل بثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة محاميه استمر بالتنديد ببوتين واصفا إياه بأنه "مسن مختبئ في ملجأ محصن" لأن الرئيس الروسي نادرا ما يظهر للعلن.
خلال محاكمة بتهمة "التطرف" اعتبر الحرب بين روسيا وأوكرانيا "الحرب الأكثر جنونية في القرن الحادي والعشرين".
وكان نافالني يحرص على إبداء دعمه للمعارضين الآخرين المسجونين جراء القمع منددا بقضاء روسي "فاش".
"الظلمة"
وكان يحرص دائما على ابداء بعض التفاؤل. فكتب في يونيو 2023 "أعرف أن الظلمة ستتبدد وأننا سننتصر وأن روسيا ستصبح دولة مسالمة ومشرقة وسعيدة".
وفي غضون أكثر من عشر سنوات فرض المحامي نافالني الذي كان لفترة قريبا من الطروحات القومية، نفسه المنتقد الأول لفلايديمير بوتين و"حزبه المؤلف من لصوص ودجالين" على ما كان يقول.
وبدأ يبرز من خلال المشاركة في تنظيم تظاهرات كبيرة للمعارضة في 2011 و2012 قُمعت في نهاية المطاف. في العام 2013 حل ثانيا في الانتخابات البلدية في موسكو في انجاز عزز من شهرته.
وتمكن نافالني من تشكيل قاعدة في صفوف الشباب لا سيما في المدن إلا ان شعبيته على الصعيد الوطني وفي صفوف الأجيال المختلفة بقيت محدودة.
عدم السكوت
في معسكر المعارضين للكرملين، كان يأخذ عليه البعض قربه السابق من اليمين المتطرف أو غموض موقفه من ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في العام 2014.
إلا أن وضعه بات قضية جميع المعارضين والمنظمات غير الحكومية والدول الغربية عندما تعرض للتسميم في اغسطس 2020 في سيبيريا في خضم حملة انتخابات محلية.
ونقل إلى ألمانيا وهو على حافة الموت حيث عولج، بموافقة الكرملين.
ولم يثن هذا الأمر أليكسي نافالني بعد تعافيه من العودة بقوة إلى الساحة في ديسمبر 2020 عندما أوقع عميلا روسيا وحمله على الاعتراف في اتصال هاتفي بأن أجهزة الاستخبارات تقف وراء تسميمه.