كيف أصبحت رفح «الآمنة» في غزة على شفا الكارثة؟
عبده حسن مصر 2030في أكتوبر الماضي، بعد هجمات حماس، أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، حيث طُلب منهم التوجه جنوبًا لضمان سلامتهم.
وفي أعقاب ذلك، تم إصدار أوامر إخلاء إضافية، وتشير التقديرات حاليًا إلى أن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لجأوا إلى مدينة رفح الجنوبية وما حولها، مما أدى إلى زيادة تعداد سكانها إلى 280 ألف نسمة قبل الحرب.
والعديد من الأشخاص الذين يقيمون حاليًا في رفح، والتي تقع على الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، يعيشون في مساكن مؤقتة.
وصور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs في 13 أكتوبر و14 يناير، تظهر زيادة كبيرة في عدد الخيام حول المدينة.
ووفقًا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية الذي أجراه كوري شير من جامعة مدينة نيويورك وجامون فان دن هوك من جامعة ولاية أوريغون، يظهر أن العودة لأماكن أخرى في غزة قد تصبح أمرًا صعبًا لهؤلاء الأشخاص.
وحتى 2 فبراير، تشير التقديرات إلى أن بين 53% إلى 65% من جميع المباني في قطاع غزة قد تعرضت لأضرار أو دمرت.
وتوضح الصور التي نشرتها الأونروا على X بعض المناطق المتضررة في مدينة غزة وضواحيها، وتختلف مدى الضرر من الشمال إلى الجنوب، حيث أن ما بين 73% و84% من المباني في مدينة غزة وبين 69% و81% من المباني في شمال غزة قد تضررت أو دمرت، بينما كانت نسبة الضرر أقل في مدينة خان يونس الجنوبية بين 50% و63%.
ومن المرجح أن يكون هذا العدد مرتفعًا الآن بسبب التركيز الأخير للعمليات الإسرائيلية في خان يونس.
وفي رفح، تشير التقديرات إلى أن 29-40% من المباني قد دمرت حتى 2 فبراير، مما يؤكد أنها قد تكون آخر ملاذ نسبياً في الأراضي الفلسطينية، ومع ذلك، قد يتغير هذا بمجرد استمرار رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تنفيذ العمليات البرية هناك.
وتظهر الخرائط كيف انتشرت الأضرار جنوباً خلال الأسبوعين الماضيين، إذ قام جيش الدفاع الإسرائيلي بتغيير نشاطه العسكري، مما دفع النازحين إلى الاقتراب من رفح.
وفي حالة وقوع هجوم بري على رفح دون وجود خطة موثوقة لإجلاء المدنيين، فمن غير الواضح أين يمكن أن يذهب الفلسطينيون الذين فروا إلى هناك، والعديد منهم نزحوا عدة مرات منذ أكتوبر.
ووردت بالفعل تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين في رفح، يُظهر مقطع فيديو من 12 فبراير الضربات الإسرائيلية قبل الفجر والمباني المدمرة والحفر التي خلفتها في أعقابها.
وتواجه إسرائيل ضغوطا متزايدة من الحكومات الأجنبية ووكالات الإغاثة لعدم التوغل في رفح.
ويوم الاثنين، انضم الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى النداءات الدولية ضد الهجوم على المدينة، معربًا عن اعتقاده بأنه لا ينبغي لإسرائيل المضي قدما في هذا الهجوم دون وجود خطة موثوقة تهدف إلى ضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك.
وفي يوم الخميس، حذرت أستراليا وكندا ونيوزيلندا إسرائيل من المضي في هذا الاتجاه، وأصدرت بيانًا مشتركًا أكدت فيه أن عملية عسكرية واسعة النطاق ستكون مدمرة، مشيرة إلى أنه ببساطة لا يوجد مكان آخر يستطيع المدنيون اللجوء إليه.
وتصر إسرائيل على ضرورة التوغل في رفح والقضاء على كتائب حماس وتحقيق النصر الكامل.