توجيهات حكومية لزيادة زراعات الذرة والصويا.. و”نقيب الفلاحين”: رؤية استراتيجية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاقتصاد المحلي
محمد ناجى زاهى مصر 2030فى خطوة تعكس الاهتمام البالغ بتعزيز الاكتفاء الذاتى فى مجال صناعة الأعلاف، وجه رئيس الوزراء المصرى، مصطفى مدبولى، بوضع خطة متكاملة لزيادة زراعات الذرة وفول الصويا، بهدف توفير الموارد الزراعية اللازمة وتكوين مخزون استراتيجى يلبى الاحتياجات فى حالات الأزمات.
ووفقا لبيان صادر عن مجلس الوزراء، فإن مصر تعمل بجدية على تعظيم الاستفادة من المخلفات الزراعية والمتبقيات فى صناعة الأعلاف، بهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة للدواجن والمواشى والأسماك، وأشار مدبولى إلى أهمية التعامل مع مشكلة النقص فى كميات الأعلاف المطلوبة، مؤكدا أنه يتم بذل جهود كبيرة لحل هذه المشكلة وتوفير الاحتياجات اللازمة.
أعلن حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، عن ترحيبه بالتوجيهات الهامة التى أصدرها السيد رئيس مجلس الوزراء بشأن زيادة زراعات الذرة والصويا فى مصر، بهدف توفير الأعلاف الزراعية الضرورية لصناعة الأعلاف وتعزيز الاكتفاء الذاتى. وأكد أبوصدام أهمية هذه التوجيهات فى ظل الظروف الراهنة والضرورة الملحة للنظر فى المستقبل.
أبوصدام يوضح فى تصريحات لـ "مصر 2030" الوضع الحالى لزراعة محاصيل الذرة والصويا فى مصر، حيث أشار إلى وجود عجز كبير فى المحاصيل العلفية نتيجة لقلة المساحات الزراعية المتاحة وندرة المياه، بالإضافة إلى التنافس الشديد مع المحاصيل الأخرى ذات العائد الاقتصادى العالى.
وأوضح أبوصدام أن مساحة الأراضى المخصصة لزراعة محصول الفول الصويا تبلغ حوالى 70 ألف فدان، حيث يبلغ متوسط الإنتاج منها نحو 1.5 طن للفدان، فى حين يتم استيراد أكثر من 5 مليون طن سنويا لسد العجز فى احتياجات صناعة الأعلاف، كما تشير الأرقام إلى زراعة نحو 800 ألف فدان من محصول الذرة الصفراء، حيث يبلغ متوسط الإنتاج منها نحو 3.5 طن للفدان، مع استيراد أكثر من 10 مليون طن سنويا لسد العجز فى احتياجات الذرة.
وفى مسعى لتعزيز هذه الزراعات، أشار أبوصدام إلى جهود الحكومة فى توفير المجففات لحفظ الذرة، وتوفير تقاوى معتمدة بمواصفات عالية وبأسعار مناسبة، بالإضافة إلى تحميل هذه المحاصيل على المحاصيل الأخرى المناسبة للتغلب على مشكلة محدودية الأراضى الزراعية الخصبة وندرة المياه.
وأكد نقيب الفلاحين أن زيادة مساحات زراعة هذه المحاصيل ستسهم فى توفير المليارات من العملة الصعبة التى تستنزف لاستيرادها، وستؤدى أيضا إلى خفض أسعار اللحوم بجميع أنواعها، حيث تمثل الأعلاف نحو 70% من تكاليف صناعة الدواجن وتعتبر هذه المحاصيل العلفية الأساسية، كما أنها تعتبر المكون الرئيسى لأعلاف المواشى والأسماك، مما يسهم فى تخفيض تكاليف إنتاج اللحوم وزيادة توافرها بالأسواق المحلية، وبالتالى، تعزيز الاقتصاد المحلى وتحقيق الاكتفاء الذاتى.
وختم أبوصدام تصريحاته بدعوة لتبنى الزراعة التعاقدية على كافة هذه المحاصيل، مع وضع أسعار محفزة للمزارعين، وتوفير الإرشادات الزراعية اللازمة لزيادة الإنتاجية وتشجيع المزارعين على زراعتها، مؤكدا أن ذلك سيسهم فى تعزيز الاقتصاد القومى وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى صناعة الأعلاف والزيوت.