أول زيارة منذ 11 عاما.. أبرز محطات الخلاف والتوافق بين مصر وتركيا
مارينا فيكتور مصر 2030يستقبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في القاهرة، في زيارة هامة لترسيخ المصالحة بين لاعبين إقليميين رئيسيين في المنطقة، بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد من الزمن.
إشارات للتقارب
وعملت أنقرة والقاهرة على تبادل إشارات للتقارب، بينها مصافحة السيسي لأردوغان بقطر في نوفمبر 2022، على هامش بطولة كأس العالم، قبل الزيارة المقررة، الأربعاء.
بالإضافة إلى عرض أنقرة التوسط بين مصر وإثيوبيا في أزمة سد النهضة، وتشديد السلطات التركية الخناق على أنصار الإخوان المسلمين بتركيا.
وأعلنت مصر وتركيا إعادة تبادل السفراء، أواخر العام الماضي، كخطوة في اتجاه تحسين العلاقات وحل الخلافات التي تعددت وتطورت خلال السنوات القليلة الماضية.
آخر زيارة وبداية القطيعة
أجرى أردوغان آخر زيارة إلى مصر في عام 2012، عندما كان رئيسا للوزراء، وبعدها اشتدت الخلافات بين البلدين، ومن عام 2013 إلى عام 2021، تفاقمت المشكلات بين البلدين بسبب أيديولوجيات ووجهات نظر متباينة للزعيمين حول قضايا إقليمية.
أنصار الإخوان المسلمين في تركيا
من جانب آخر، كان أنصار الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا وقنواتهم الإعلامية سببا لتأجيج شدة الخلاف بين البلدين، وكانت القاهرة ترغب في أن تضيق السلطات التركية الخناق على أعضاء الجماعة المنفيين وأنصارهم المقيمين في تركيا وتسلم الهاربين الذين تتهمهم القاهرة بارتكاب أعمال عنف ضد الدولة المصرية.
واتخذت أنقرة خطوات لإظهار جديتها بشأن التقارب مع مصر، وتحسنت العلاقات بين الرجلين، مع تقارب مصالحهما الآن في العديد من النزاعات الإقليمية بما في ذلك السودان وقطاع غزة.
كما عرضت أنقرة التوسط بين مصر وإثيوبيا في نزاع سد النهضة في 2021، قبل أن تبدأ نقطة البداية مع المصافحة في قطر.
دبلوماسية كرة القدم
كانت نقطة التحول الرئيسية هي المصافحة بين الرئيسين أردوغان والسيسي في نوفمبر 2022 في الدوحة، وذلك بفضل جهود قطر في إطار "دبلوماسية كرة القدم" خلال مونديال 2022.
وينقل تقرير معهد "الشرق الأوسط" أن الضغوط الاقتصادية للحرب في أوكرانيا والتأثير الناتج عنها على أسعار الطاقة والغذاء، والاتجاه المتزايد لخفض التصعيد الإقليمي والمصالحة، كانت عوامل ساعدت على الأرجح في تمهيد الطريق للتقارب بين أردوغان والسيسي.
وتحادثا أيضا عقب وقوع زلزال السادس من فبراير 2023، الذي خلف أكثر من 50 ألف قتيل في تركيا، وفي يوليو تمت إعادة تعيين سفراء من الجانبين.
وفي سبتمبر تحدث المسؤولان للمرة الأولى وجها لوجه على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.
العلاقات التجارية
ورغم استمرار الأزمة السياسية لفترة طويلة، بقيت العلاقات التجارية جيدة، فأنقرة هي الشريك التجاري الخامس للقاهرة.
ومطلع فبراير أعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، عن بيع مصر مسيرات قتالية، في إشارة إلى إتمام المصالحة بين البلدين.