خبير أثري يوضح حقيقة صورة «لعبة أطفال قديمة حيرت رواد فيسبوك»


يعشق الكثير من مواطني العالم، مصر وآثارها التي طالما ظلت وستظل هي الأكثر إبهاراً على مر التاريخ.
وهناك من حالفه الحظ وزار مصر ووثق معظم أثارها، ومنهم من لم يحالفهم الحظـ، وباتوا يبحثون عن الكنوز والتراث العظيم للحضارة المصرية، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي وثقت بدورها وبدور روادها هذه الحضارة الفرعونية العظيمة.
وحين نذكر حضارة مصر الفرعونية سوف نتحدث عن الأهرامات "هرم سقارة - ومعبد الكرنك - والمتحف المصري"، الذي يعد من أكبر متاحف العالم ويحتوي على مجموعة كبيرة من التماثيل والتوابيت والمقتنيات الفرعونية الغريبة، التي ما زلنا نكتشفها حتى الاَن.
وما زلنا نكتشف التاريخ الذي يجعلنا نتأكد أن هؤلاء قد صنعوا وتوصلوا لكل شئ سواء في العلوم أو الكيمياء أو الفلك أو حتى الحياة الترفيهية، والتي نستعرض منها جانب في هذا التقرير،لا سيما أننا سنتحدث عن اهتمام القدماء المصريين بالأطفال وتاريخ أقدم لعبة أطفال على مر العصور والتي سببت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
قامت صفحة "this is wonderful egypt " بعرض أقدم لعبة أطفال على مر العصور، والتي تعود إلى العصر القديم على حسب ما وصفهم.
وقد ذكرت الصفحة الموجودة على "فيسبوك" ،أن تلك اللعبة عبارة عن قطعة خشبية على شكل حصان بأربع عجلات عمرها 2000 عامًا من مصر القديمة.
حازت الصورة على اعجاب رواد "فيسبوك"، ولكنها في الوقت ذاته أثارت جدلاً كبيراً فهناك من يصدق التاريخ العائد لهذه الصورة ومنهم من يشكك في ذلك.
وحول إختلاف الأراء في التشكيك في صحة العصر العائد لهذه الصورة يقول الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور "أحمد عامر"، إن المصريين القدماء عرفوا الإهتمام والإعتناء بأطفالهم، حيث نجد أن الطفل يتلقي تربيته الأولي بطبيعة الحال من أمه.
وكانت الرعاية الصحية من أبرز أمور العناية بالطفل وتربيته، وكان يبدأ الإعداد لها من قبل مولد الطفل حيث نتبين ذلك مما جاء في كتب الطب، ثم تستمر تلك الرعاية بعد مولد الطفل، وقد عرف المصريين القدماء أن لكل سن ما يناسبها من لعب وألعاب ويفي من لعب أولادهم.
وتم العثور علي لعب وعرائس ودمي كثيرة، ولقد علم الأباء أولادهم آداب السلوك وقواعد المعاملة في أثناء تربيتهم الأسرية وسلحوهم بكرائم الأخلاق والمُثل العليا منذ الصغر، وحث الفراعنه أبنائهم علي توقير الشيوخ وأصحاب المقامات العُلي.
وأشار "عامر" إلي أن المصريين القدماء قد صعنوا لأطفالهم ألعاباً لكي يستمتعوا بأوقاتهم، وكانت تصنع في العادة بأشكال حيوانات وبشر، فنجد النحلة الدوارة من أهم ألعاب الأطفال المحببة في العصور القديمة فضلا عن الحديثة.
وتم العثور علي العديد من اللعب الخشبية تصور القردة وحدها أو في مركبات تجرها القردة، بالإضافة إلي جرادة من الخشب، كما نجد شخشيخة "صاجات" من الخشب، كانت من أهم ألعاب الأطفال، وكانت متعددة الأشكال منها آله موسيقية من الخشب تتكون من قطعتين من الخشب مجوفتين من الداخل، فعند إغلاقها كانت تكون شكل كرة مجوفة من الداخل، وكان لها مقبض صغير، يوضع داخل التجويف قطع صغيرة من مادة صلبة بحيث عند هزها تحدث صوتا موسيقياً.
وتابع "عامر" إلي أن الألعاب كان لها الأثر الواضح في تنمية مداركه واتساع أفقه، فقد عثرنا على أنواع كثيرة من الدمى واللعب التي كان يُقدمها الأبوين لأطفالهم، منها ما كان يتحرك بالخيوط كتماثيل الأقزام القصيرة التي تقوم بالرقص، أو ما يُمثّل ضفدعة صغيرة صُنِعت من العاج وإما فك متحرك، أو ما يُمثّل تمساحاً خشبياً صغيراً ذا فك متحرك يُحرّكه الطفل بخيط يتصل به، ومنها ما هو على هيئة العرائس والدمى الصغيرة، وكثيرًا ما كان لها أذرع وأقدام متحركة، ومن أشهر اللعب الشائعة اليوم، والتي كان يلعبها الأولاد في ذلك الوقت هي لعبة السلم والثعبان والتي صُنِعت من الطين والفخار والخشب.
وحول هذه الصورة المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي فقد قال "عامر" ربما تكون كذلك ولكن هذا الأمر غير مؤكد لعدم وجود نقش يوضح ذلك حيث أن التاريخ المذكور يتحدث أنها ترجع إلي عصر الدولة الحديثة، كما أنها من المحتمل وجودها ضمن الاكتشافات الخشبية المكتشفة ولكن ليس مؤكد أنها كانت وسيلة للترفيه لدي الأطفال في عهد المصريين القدماء من عدمه.