بعد اغتيال أمريكا له.. من هو العراقي أبو باقر الساعدي؟
عبده حسن مصر 2030حشود كبيرة تجتمع شرقي بغداد اليوم الخميس لتشييع جنازة أبو بكر الساعدي، الذي لقي حتفه ليلة أمس في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار في شارع سكني بالعاصمة العراقية.
الساعدي كان قائدًا عسكريًا بارزًا في كتائب حزب الله، المجموعة البارزة في المقاومة الإسلامية في العراق، وكانت له علاقات وثيقة في الجوانب السياسية والدينية والعسكرية مع إيران.
وأعلنت المقاومة الإسلامية، التي تضم منظمات أخرى، مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والذي أدى إلى تصاعد التوترات في غزة.
كما شهدت لقطات من الغارة يوم الأربعاء سيارة مشتعلة بالنيران في شارع سكني هادئ، وتجمع حشد كبير في وقت لاحق في موقع الحادث قبل أن يتجهوا نحو بوابة المنطقة الخضراء - وهي منطقة محصنة تحتوي على مقرات حكومية وسفارات أجنبية - في وقت متأخر من الليل، وتفرقوا بعد ذلك بسلام.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية مسؤوليتها عن مقتل بغداد، مشيرة إلى استهدافها وقتلها لقائد كتائب حزب الله المسؤول عن الهجوم الذي وقع في 27 يناير على قاعدة أمريكية على الحدود الأردنية السورية، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات.
وكان الساعدي القائد المسؤول عن عمليات الطائرات بدون طيار التابعة لكتائب حزب الله في سوريا، ويُعتقد أنه كان العقل المدبر للهجوم في 27 يناير.
فيما أكدت الولايات المتحدة أنه "لا توجد مؤشرات على وقوع أضرار جانبية أو خسائر في صفوف المدنيين في هذا الوقت"، معلنة أنها "ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية شعبها"، وأكدت استعدادها لتحميل المسؤولية لكل من يهدد سلامة قواتها.
من هو؟
بعد عام 2011، أصبح أبو بكر واحدًا من أهم القادة العسكريين الذين قاموا بتدريب عناصر من الأذرع المرتبطة بإيران في المنطقة.
ولعب دورًا حاسمًا في تدريب ميليشيات مسلحة بحرينية تدعى" سرايا الأشتر" وأشرف على تدريبيها وتسليحها، واتهمت السلطات البحرينية كتائب حزب الله العراقي بتدريب تلك الأذرع المتطرفة.
كما أنه المسؤول عن الطائرات المسيرة والمنظومة الصاروخية في كتائب حزب الله العراقي، كما أنه مسؤول عن الدعم اللوجستي والعمليات في الخارج، وتحديداً في سوريا، ونقل الأسلحة، تقول واشنطن إنه مسؤول عن تخطيط وتنفيذ هجمات ضد القوات الأميركية، بما في ذلك هجوم استهدف إحدى قواعدها في الأراضي الأردنية.
وقد تولى أبو بكر مسؤولية قيادة عسكرية في قوات الحشد الشعبي، مما وضع الحكومة العراقية في موقف حرج، خاصة في ظل محاولاتها التفاوض على إنهاء الوجود الأمريكي في البلاد، الذي بدأ في عام 2003.
وفي بيان صادر بعد مقتل أبو بكر، أدلى المتحدث العسكري نيابة عن رئيس الوزراء العراقي، حيث أشار إلى أن القوات الأمريكية تقوم بأفعال تقوض التفاهمات وتعرقل بدء الحوار الثنائي بشكل متكرر وغير مسؤول.
وأكد البيان أن الاغتيال الذي وقع كان واضحًا ويظهر عدم اكتراث الولايات المتحدة بحياة المدنيين وبالقوانين الدولية، واتهم البيان الولايات المتحدة بأنها أصبحت عاملًا لعدم الاستقرار في العراق، محذرًا من أن تتسبب في سحب البلاد إلى دائرة الصراع.