حملات صامتة ونتيجة متوقعة.. انطلاق الانتخابات الباكستانية وسط توترات سياسية ومخاوف أمنية
مارينا فيكتور مصر 2030يتوجه عشرات ملايين الناخبين في باكستان، اليوم الخميس، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية وإقليمية، تجري على وسط مشاكل اقتصادية وسياسية ومخاوف أمنية متزايدة.
ومن المتوقع أن تنتهي الانتخابات بعودة رئيس الوزراء الأسبق، نواز شريف، لتولّي رئاسة الحكومة لولاية رابعة، في اقتراع هو الأول منذ الإطاحة برئيس الوزراء السابق، عمران خان، بعد تصويت البرلمان بحجب الثقة عنه، عام 2022، قبل أن يحكم عليه بعدها بالسجن.
وسعى الجيش خلال الحملة الانتخابية إلى القضاء على الدعم الواسع النطاق الذي يحظى به خان وتمهيد طريق الفوز أمام منافسه، رئيس الوزراء السابق، نواز شريف.
حملة انتخابية "صامتة"
وعلى مدار العامين الماضيين، خرج الباكستانيون بأعداد كبيرة للاحتجاج على دور الجيش من وراء الكواليس في الإطاحة بخان.
وقد رد الجنرالات بقوة، واعتقلوا حلفاءه وأنصاره، وعملوا على شل هياكل حزبه "حركة الإنصاف"، قبل الانتخابات.
قضايا "ملفقة"
ويعتبر أنصار خان، أن القضايا التي يتابع فيها أمام المحاكم "ملفقة" وجزء من حملة لإبعاده وحلفائه عن النشاط السياسي.
والثلاثاء، أدانت أعلى هيئة لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، "نمط المضايقات" ضد أعضاء حزبه وأنصاره، فيما رفضت الحكومة المؤقتة الاتهامات، معتبرة أن الاعتقالات والمداهمات على مكاتب حزب خان "ضرورية للحفاظ على الاستقرار".
ويهيمن الجيش الباكستاني بشكل مباشر أو غير مباشر على الدولة المسلحة نوويا منذ استقلالها قبل 76 عاما، لكنه يؤكد منذ سنوات أنه لا يتدخل في السياسة، وفقا لرويترز.
وتعد هذه الانتخابات "الأكثر صمتا" في باكستان منذ عقود، حيث ظلت الشوارع التي كانت تمتلئ عادة بالتجمعات السياسية فارغة.
ولأسابيع، كان عدد من الباكستانيين مقتنعين بأن الانتخابات لن تجرى حتى في الموعد المقرر لها. إضافة إلى شعور الكثيرين بأن هذه "ليست انتخابات بل اختيارا لمرشح الجيش الذي حدد مسبقا الفائز".
وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى وسط انتشار للجيش في مراكز الاقتراع، بعد أن أسفر انفجاران، الأربعاء، في مكتبين انتخابيين عن مقتل 26 شخصا في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.
كما جرى نشر عشرات الآلاف من القوات والأفراد شبه العسكريين في أنحاء البلاد. وأعلنت باكستان أنها ستغلق حدودها مع إيران وأفغانستان، الخميس، لأسباب أمنية، وفقا لرويترز.
تفاصيل الانتخابات
وفي المجمل، يتنافس أكثر من 5000 مرشح من حوالي 170 حزبا على مقاعد في البرلمان.
ويمكن للأحزاب السياسية الأصغر أن تلعب أيضا دورا حاسما في تشكيل الحكومة التي ستحتاج إلى 169 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 336 عضوا.
ويختار الناخبون بشكل مباشر 266 عضوا في حين يتم تخصيص 70 مقعدا -60 منها للنساء وعشرة لغير المسلمين- وفقا لعدد المقاعد التي يفوز بها كل حزب.
ومن المقرر أن تغلق صناديق الاقتراع عند الساعة الخامسة، على أن تبدأ النتائج الأولية في الظهور خلال وقت متأخر مساء اليوم، غير أن فرز جميع الأصوات، والإعلان عن النتائج النهائية قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام.