الحوثي يُصعّد من الحرب في البحر الأحمر.. ما القصة؟
يزعم المتمردون الحوثيون أنهم نجحوا في استهداف سفينة بريطانية وأمريكية بنجاح في البحر الأحمر، مما يثير تساؤلات حول فعالية ثلاث موجات من الضربات البريطانية الأمريكية على مواقع الصواريخ التابعة للجماعة في اليمن.
وعلى الرغم من عدم تعرض السفينتين لأضرار كبيرة، إلا أن الحادث يجعل العلم بأن السفن التجارية قد تضطر إلى دفع مبالغ تأمين أعلى أو اتخاذ طرق بديلة أكثر تكلفة وطولًا لتجنب تهديد هجمات الحوثيين.
كما تعرضت سفينة ثالثة للاستهداف في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، لكنها لم تتعرض لأي ضرر، مما يطمئن بريطانيا على الأقل إلى أن قدرات الحوثيين قد تضعفت نتيجة للضربات الجوية الأمريكية البريطانية.
وقال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، إن الولايات المتحدة تسعى جاهدة لإيجاد حلاً يسمح للحوثيين بالنزول عن مواقفهم، مشيراً إلى أن هجماتهم تعرقل جهود المساعدة الإنسانية وتؤثر سلباً على الأوضاع في اليمن.
كما أشار إلى أن خريطة الطريق نحو السلام التي أعدها السعودية تم تجميدها بسبب استمرار هجمات الحوثيين، مؤكداً أن هذه الخطة تضم مقترحات إيجابية يجب على الحوثيين النظر فيها وعدم التخلي عنها.
وحذر من أن تأخير التوصل إلى حلول قد يشجع الأطراف المتطرفة داخل اليمن على تصعيد الصراع.
وأكد على ضرورة سماع المزيد من الأصوات اليمنية التي تعارض سياسات الحوثيين وترى أن تصرفاتهم تعرقل مساعدات اليمن وتؤثر على الشعب اليمني، وتطالب بعدم تحويل الصراع اليمني إلى ساحة لدعم القضية الفلسطينية.
واتهم ليندركينج إيران بتصعيد الصراع في اليمن، مؤكداً أنها تدعم الحوثيين عسكرياً ومالياً وتزوِّدُهم بالتكنولوجيا العسكرية والمعلومات الاستخبارية.
وفي خطاب متلفز، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي عزم الجماعة على زيادة حدة الصراع إذا استمر الهجوم على غزة، وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان يوم الثلاثاء، تفاصيل العمليتين العسكريتين، حيث استهدفت إحداها سفينة أمريكية والأخرى سفينة بريطانية.
وقد أفاد مسؤول في وزارة الشحن اليونانية بأن السفينة اليونانية "ستار ناسيا" تعرضت لأضرار نتيجة لانفجار وقع فيها، دون أي إصابات لطاقمها، ولم يُحدد بوضوح سبب الانفجار، سواء كان ناتجًا عن لغم بحري أو صاروخ.
وفي سياق متصل، أفادت شركة أمبري الأمنية بأن سفينة بريطانية تعرضت لأضرار طفيفة في مينائها بالقرب من الساحل الحديدة، دون وقوع إصابات، وواصلت السفينة رحلتها، كما أشارت وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية إلى تقارير عن إطلاق مقذوف على جانب ميناء سفينة غرب الحديدة، مع رصد سفينة صغيرة في المنطقة المجاورة، وتم تمرير القذيفة فوق سطح السفينة، مسببة أضرارًا طفيفة لنوافذ الجسر، لكن السفينة وطاقمها بخير وتابعوا مسارهم كما هو مخطط له.
ويوم الاثنين، أخبر وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أعضاء البرلمان أن هناك تغييرًا في استراتيجية ضربات الحوثيين، مشيرًا إلى أن "الوقت ينفد بالنسبة للحوثيين، وقد تتدهور قدراتهم"، مضيفًا أنهم لا يمتلكون أجهزة رادار ويعتمدون بشكل كبير على إيران.
