قاعدة العمر النفطية في سوريا.. آخر حوادث الصراع بين أمريكا ووكلاء طهران

في غارة بطائرة بدون طيار على قاعدة أمريكية في شرق سوريا، تم قتل ما لا يقل عن ستة من المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.

وأعلنت ميليشيا مدعومة من إيران مسؤوليتها عن الهجوم، الذي استهدف ضربات جوية أمريكية يوم الجمعة، كما تعتبر هذه الحوادث أحدث مؤشرات على تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط منذ بداية الحرب في غزة، مما يثير مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي وآثاره الغير متوقعة.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، القادة الأكراد فيها، والتي شاركت في معركة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، عن وفاة ستة من أفرادها في هجوم استهدف أكاديمية كوماندوز الخاصة بهم في قاعدة أمريكية بحقل العمر النفطي بشرق دير الزور، وأصيب 18 آخرين. أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفاة سبعة أشخاص في الهجوم.

وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن الهجوم، الذي يأتي كجزء من سلسلة من الهجمات، بما في ذلك الغارة بدون طيار التي نفذتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، انتقاماً لمقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة أمريكية في الأردن.

وتشكل المقاومة الإسلامية تحالفاً من المقاتلين الموالين لإيران والمعارضين للوجود الأمريكي في سوريا والعراق.

كما تُعتبر قاعدة العمر النفطية أكبر قاعدة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية التي شُكلت في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا.

وما زال نحو 2500 جندي أمريكي يعملون تحت مظلة "عملية العزم الصلب" في العراق، ونحو 900 جندي في سوريا، حيث لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد، بدعم من روسيا وإيران، غير قادر على استعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011.

وقوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبر القوة الرئيسية للإدارة الكردية في منطقة شمال شرق سوريا، تُطلق على هذه المنطقة اسم "روج آفا".

وفي بيان أصدروه، أعلنوا استشهاد ستة من مقاتليهم نتيجة هجوم إرهابي باستخدام طائرة انتحارية، والتي أُطلقت من مناطق تحت سيطرة مرتزقة النظام السوري، واستهدفت أكاديمية التدريب في حقل العمر بشرق دير الزور.

وفي نهاية الأسبوع، أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى أن الهجمات على الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، تمثل جزءًا من استراتيجية هجومية متعددة الطبقات تهدف إلى ضعف قدرتها على استهداف أفراد الخدمة الأمريكية منذ هجوم قاعدة الأردن في 27 يناير.

كما تم استهداف أكثر من 85 هدفًا في الضربات التي وقعت يوم الجمعة، ورغم التحذيرات المستمرة لمدة أسبوع بشأن اقتراب الضربات الأمريكية، فإنه من المحتمل أن يكون الضرر الناتج أقل من المتوقع.

وأوضح الكولونيل المتقاعد جو بوتشينو، المتحدث باسم الجيش الأمريكي السابق، أن الهجمات الأمريكية قد لا تحقق النتائج المرجوة، حيث يعتبر أن الجماعات الشيعية المستهدفة في العراق وسوريا قادرة على إعادة بناء قدراتها وتجديدها في الأسابيع القادمة، مما يقلل من فعالية الضربات.

كما تتجنب إدارة الرئيس بايدن المخاطر بشدة، حيث تعتقد أن أي ضربة حقيقية ضد إيران قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع واشتعال صراع أكبر.

فيما يتوقع أن تؤدي الضربات العسكرية إلى زيادة المطالبات داخل العراق بانسحاب القوات الأمريكية.

وتنفي وزارة الخارجية الإيرانية التصعيد وتعتبر أن هجمات الولايات المتحدة على دول أخرى تشكل انتهاكًا للسيادة الوطنية لسوريا والعراق واليمن، مع محاولة لتحويل الانتباه بعيدًا عن الأزمة الفلسطينية.

ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، التقى مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في بداية جولة في الشرق الأوسط، تشمل زيارات إلى مصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح أكثر من 130 رهينة محتجزين في غزة، وهو موضوع يتم مناقشته بوساطة قطر ومصر بدعم من الولايات المتحدة، حيث يوجد بعض التقدم ولكن هناك فجوات مستمرة في المفاوضات.

كما أكدت قوات الولايات المتحدة اليوم الأحد تدمير أربعة صواريخ كروز مضادة للسفن كانت قوات الحوثيين تخطط لإطلاقها.