الذكرى الأولى لزلزال سوريا وتركيا المُدمر.. ماذا حدث؟
عبده حسن مصر 2030كان لزلزال سوريا وتركيا الذي وقع في 24 يناير 2023، حدثًا مدمرًا ألم بالمنطقة وأثر بشكل كبير على السكان في البلدين، فقد بلغت قوة الزلزال 6.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب الحدود بين البلدين مسببًا خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات.
وبحسب التقارير، فإن الزلزال أسفر عن وفاة عدد كبير من الأشخاص وإصابة آلاف آخرين، مما تسبب في مأساة إنسانية كبيرة، كما أدى الزلزال إلى تشريد الآلاف من السكان، وتدمير العديد من المنازل والمباني والبنى التحتية في المناطق المتضررة.
وتم تنظيم جهود الإغاثة والإسعاف على نطاق واسع لمساعدة الضحايا وتقديم الدعم للمتضررين، كما تمثلت هذه الجهود في إرسال الفرق الطبية وتوزيع المواد الغذائية والإيوائية، بالإضافة إلى تقديم الرعاية النفسية للمتأثرين.
وعلى الصعيد الدولي، تلقت الحكومتان السورية والتركية دعمًا كبيرًا من مجتمع الأمم والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة والدعم في مواجهة آثار الكارثة، وتعرضت 11 محافظة تركية لزلزال مدمر، حيث كانت ولايتا كهرمان مرعش وهاتاي من بين الأكثر تضررًا.
وقد بلغت الخسائر في تركيا عن انهيار 214 ألف مبنى في مختلف المدن التركية الزلزالية عدداً كبيراً من الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى أرقاماً مرتفعة، كما تأثر 14 مليون شخص، أي سدس سكان البلاد، بالكوارث واضطروا لترك منازلهم، ومنهم 3 ملايين و300 ألف شخص أجبروا على النزوح.
وعاش حوالي 1.5 مليون شخص في خيام إيواء، و46 ألف شخص في مستوعبات إقامة، بينما استقروا أعداد كبيرة في دور الضيافة بحسب الأرقام الرسمية، كما قدر البنك الدولي الخسائر المادية لتركيا بمبلغ 43.2 مليار دولار.
أما عن الخسائر في سوريا، فقد حياة نحو 6 آلاف سوري، وكانت أكبر تركيز للضحايا في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، كما تسبب الزلزال في دمار مناطق واسعة في هذه المحافظات، دون توفر إحصائيات دقيقة عن عدد المباني المدمرة، وقد قدر البنك الدولي خسائر سوريا بمبلغ 5.1 مليار دولار، ما يعادل 10% من ناتجها المحلي.
يذكر أن خلال فترة الزلزال، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقود حملته الانتخابية استعدادًا لإعادة انتخابه، حيث وعد ببناء 650 ألف وحدة سكنية جديدة خلال العام، وقد أكدت وزارة البيئة بعد مرور أحد عشر شهرًا أن نصف المباني المخطط لبنائها قيد الإنشاء، بينما يتم تسليم 46 ألف مسكن حاليًا.
وقام الرئيس التركي بتسليم مفاتيح أول 7 آلاف مسكن لعائلات في هاتاي، وأعرب عن رغبته في تسليم ما بين 15 و20 ألف منزل شهريًا، وأشاد بالمواطنين المنتقلين ودعاهم إلى الثقة بالدولة وبنظامها.
كما دشّن أردوغان مستشفى بسعة 200 سرير في الإسكندرونة على ساحل هاتاي، ومن المقرر أن يتوجه إلى غازي عنتاب يوم الأحد، وإلى كهرمان مرعش يوم الثلاثاء، المناطق التي تمثل قاعدة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، والتي صوت سكانها بأغلبية ساحقة لصالح إعادة انتخابه في مايو الماضي.