هل تتصاعد الحرب بين أمريكا ووكلاء إيران في المنطقة؟
عبده حسن مصر 2030أكد مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، في تصريحاته يوم الأحد، على أن الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة على الميليشيات المدعومة من إيران في منطقة الشرق الأوسط، تمثلت في بداية استجابة محتملة ومستدامة، مشيرًا إلى عدم استبعاد شن ضربات على الأراضي الإيرانية.
وأوضح جيك سوليفان أن الضربات التي جرت ليلة الجمعة، استهدفت 85 هدفًا في العراق وسوريا، وجاءت كرد على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، مشيرًا إلى أن هذه الضربات تمثل بداية الرد الأمريكي، وليست نهايته، مشيرًا إلى وجود مزيد من الخطوات المحتملة، بما في ذلك الخطوات غير المرئية، مؤكدًا على أن الهدف من هذه الرسالة الواضحة هو إظهار قوة الاستجابة الأمريكية عندما تتعرض قواتها للهجوم ويقع ضحايا أمريكيين.
وفي حديثه على قناة NBC في اليوم التالي لضربات جوية أمريكية وبريطانية منفصلة خلال الليل ضد أهداف الحوثيين في اليمن، رفض سوليفان ثلاث مرات فرصة لاستبعاد توجيه ضربات إلى إيران نفسها، وهو ما سيكون تصعيدًا كبيرًا ظلت الولايات المتحدة مصممة على تجنبه حتى الآن.
كما طالبت شخصيات بارزة في الحكومة العراقية، كثير منها مقرّب من إيران، بإنهاء وجود القوات الأمريكية في بلادها، زاعمين أن واشنطن تأخذ المنطقة إلى حافة الهاوية، ومن المقرر مناقشة الضربات الأمريكية في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين في نيويورك.
ومن المتوقع أن يقول الدبلوماسيون الأمريكيون إن الضربات جاءت دفاعا عن النفس، وإن القوات الأمريكية في العراق موجودة بناء على طلب الحكومة العراقية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في طريقه إلى المنطقة يوم الأحد، وهي رحلته الخامسة منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
كما كان من المقرر أن يقوم بمحاولة أخرى لتأمين صفقة إطلاق سراح الرهائن وإزالة العوائق أمام وصول المساعدات إلى غزة، مع اقتراب الحرب من شهرها الخامس.
وبدورها، حذرت إيران الولايات المتحدة من أي تحرك ضد سفينة بهشد التي ترفع العلم الإيراني والتي تتمركز في البحر الأحمر، حيث تشتبه الولايات المتحدة في أنها تقدم معلومات مراقبة للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين بصواريخ كروز البرية على السفن التجارية في المنطقة البحرية.
وقالت إيران إن السفينة تم نشرها في البحر الأحمر بالتنسيق الرسمي مع المنظمة البحرية الدولية لضمان أمن السفن الإيرانية ضد القراصنة، وأكدت طهران أن أي هجوم على السفينة سيعرض مرتكبه للمخاطر.
كما جاء التحذير الإيراني بعد تنفيذ موجة ثالثة من الضربات الأمريكية والبريطانية على 36 هدفًا للحوثيين في اليمن مساء السبت.
وهذا دفع الجماعة المسلحة المدعومة من طهران إلى التعهد بمواصلة الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر لدعم الفلسطينيين في غزة، وقد حصل الهجوم على دعم من ست دول أخرى، بما في ذلك كندا وهولندا والبحرين.
وأعلنت الولايات المتحدة أن الضربات استهدفت 13 موقعًا في جميع أنحاء اليمن وأسفرت عن إصابة منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض وأنظمة صواريخ ومنصات إطلاق وقدرات أخرى كان يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن في البحر الأحمر.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إن الضربات كانت ردًا على الهجمات وإنه لن يتردد في حماية أرواح البريطانيين.
وأثناء زيارته إلى أيرلندا الشمالية، أشار إلى أنه منذ المجموعة الأخيرة من الضربات، رأينا الحوثيين يواصلون مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وبوضوح، هذا السلوك غير مقبول وغير قانوني، حيث يضع حياة الأبرياء في خطر ويحمل عواقب اقتصادية جسيمة، بما في ذلك الهجمات على السفن المرتبطة ببريطانيا، ولذا، فإن تصرفنا كان استجابة دفاعية ومتناسبة، بالتعاون مع حلفائنا، لحماية النفس والمصالح البريطانية، تأكيدًا على التزامنا بحماية حياة مواطنينا ومصالحنا، تركز جهودنا الدبلوماسية على تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار في المنطقة.
وفي إطار هذا السياق، قامت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بشن ضربات مشتركة في 11 و22 يناير، كجزء من الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين، ويجعل الصراع الاستراتيجي الرئيسي الولايات المتحدة، التي تبذل جهودًا لممارسة الضغط على طهران للحد من نفوذها في جميع أنحاء المنطقة، تواجه إيران التي تسعى جاهدة لدعم حلفائها لتعزيز الضغط على الولايات المتحدة للانسحاب من المنطقة وعدم التدخل في قضية غزة.
فعلى الرغم من ذلك، لا تريد كل من واشنطن وطهران الانجراف نحو صراع مباشر، أكدت طهران أن أي هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية يعتبر خط أحمر، وهو الموقف الذي يفضله العديد من الجمهوريين في الولايات المتحدة.
وأشار وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى أن الإجراءات الجماعية ترسل رسالة واضحة إلى الحوثيين، مؤكدة أنهم سيتحملون عواقب إضافية إذا استمروا في هجماتهم غير القانونية على الشحن الدولي والسفن البحرية.
وقال نظيره البريطاني، جرانت شابس، إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة، مُضيفًا أن حماية أرواح الأبرياء والحفاظ على حرية الملاحة هي واجبات، واستجابةً لذلك، انخرطت القوات الجوية الملكية في موجة ثالثة من الضربات المتناسبة والموجهة ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، وأكد شابس أن هذه الخطوة ليست تصعيدًا، بل تأتي بعد نجاح الضربات السابقة في استهداف منصات الإطلاق ومواقع التخزين المستخدمة في هجمات الحوثيين، كما أعرب عن ثقته بأن الضربات الأخيرة ستؤدي إلى مزيد من التدهور في قدرات الحوثيين.