كيف اشتدت الحرب الإسرائيلية على غزة بالتزامن مع وجود بلينكن بالمنطقة؟

أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية في مناطق متفرقة من قطاع غزة عن وفاة العديد من الأفراد، مما زاد من التوترات بشأن تصاعد الحملة العسكرية في مدينة رفح الجنوبية، وهي منطقة ضيقة تضم أكثر من مليون شخص.

وتزايدت التوترات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن العمليات العسكرية، ومن المقرر وصول وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى المنطقة يوم الأحد، وهي زيارته الخامسة منذ بداية التصعيد العسكري بين إسرائيل والجماعات المسلحة في 7 أكتوبر.

وقد أسفر هذا التصعيد عن سقوط ضحايا بين الفلسطينيين بأعداد كبيرة، وعن تدمير العديد من المنشآت والممتلكات، بما في ذلك مئات المنازل والبنية التحتية.

ومن المتوقع أن يقضي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأسبوع في جولة دبلوماسية تشمل زيارات للمملكة العربية السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة الغربية، بهدف مناقشة اتفاق لتأمين إطلاق سراح ما لا يقل عن 136 رهينة متبقين في غزة، وكذلك وقف إطلاق النار بهدف تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة في منطقة البحر الأحمر.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تدمير 17 كتيبة من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، مشيرًا إلى وجود معظم الكتائب المتبقية في جنوب القطاع ورفح، مع التأكيد على التعامل معها.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن غارة على روضة أطفال في رفح أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، بينما أسفرت غارة على سيارة عن مقتل عدة أشخاص آخرين، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة.

وقال هشام مهنا، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر المتمركزة في رفح، إن هناك خوفاً واسع النطاق من توسع العملية العسكرية لتشمل محافظة رفح، مما يجعل السكان النازحين داخلياً يشعرون بعدم الأمان في أي مكان يتجهون إليه.

وقد زادت الأوضاع المعيشية غير الإنسانية التي يواجهها الناس من مشاعر الخوف والتوتر والقلق، خصوصاً مع تفاقم الأزمة إلى مستويات غير مسبوقة.

وتتزايد المخاوف من احتمال تصاعد العنف في رفح، وسط تصاعد التوترات داخل إسرائيل بشأن اتجاه الحرب، وضغط الوسطاء للوصول إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار.

وقد أسفرت الهجمات الجوية والبرية والبحرية على غزة عن مقتل ما لا يقل عن 27 ألف شخص منذ أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس، مع تقارير عن إصابة أكثر من ضعف هذا العدد، ويُعتقد أن آلافًا آخرين مدفونون تحت الأنقاض.

ومن المتوقع أن يصل بلينكن إلى المنطقة بعد وقت قصير من انتقاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتمار بن جفير، لجو بايدن في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، حيث اتهم الرئيس الأمريكي بالفشل في تقديم الدعم الكامل لإسرائيل والتفرّغ لتقديم المساعدات الإنسانية والوقود الذي يصل إلى حماس، وإذا كان ترامب في السلطة، لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفًا تمامًا.

كما توجد أدلة قليلة على أن المساعدات والوقود القليل المسموح به لدخول غزة يزود حركة حماس مع تزايد احتياجات سكانها، وحذرت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر من وقوع مجاعة وشيكة قد تؤثر على أكثر من مليوني شخص.

وانتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بشدة بن غفير وشريكه في الائتلاف، نتنياهو. وصف لابيد تصريحات بن جفير، التي نُشرت على موقع X، بأنها هجوم مباشر على مكانة إسرائيل الدولية وجهودها الحربية، وهي تهديد لأمن إسرائيل وإظهار لعدم فهمه للسياسة الخارجية.

ودعا لابيد رئيس الوزراء إلى ضبط النفس، لكنه أشار إلى عدم قدرة نتنياهو على السيطرة على المتطرفين في حكومته.

من جانبه، أكد نتنياهو في اجتماع حكومي أنه الشخص الوحيد القادر على إدارة العلاقات مع الحلفاء الدوليين، وأنه ليس بحاجة إلى أي مساعدة في هذا الصدد.

أما بالنسبة لمسودة الاقتراح التي قُدمتها الولايات المتحدة ووسطاء من الحكومة القطرية، فتهدف إلى وقف أولي للقتال لمدة 30 يوماً، شرطه إطلاق سراح الرهائن من النساء والمسنين والمرضى، تليها فترة توقف ثانية مدتها 30 يوماً لإطلاق سراح الرهائن الذكور ومن يعتبرونهم حماس جنودًا في الخدمة الفعلية، وهدف الاتفاقية المقترحة هو السماح بإجراء محادثات لإنهاء دائم للقتال، وهي نقطة شائكة تمتد على المدى الطويل.