العملاق.. قتل جده وهشم رأس والدته وهي نائمة وصُدمت الشرطة من اعترافه ”تفاصيل صادمة”
مدحت بدران مصر 2030جلس رجل ضخم يتجاوز طوله المترين وهو مكبل الأصفاد، في مقابلة تليفزيونية أمام مذيعة تضع مساحيق التجميل لتصمت بعض الدقائق من قلقها وهي تردد "سفاح الرؤوس المقطوعة" ستكون مقابلة ممتلئة بالتشويق.
جلس على الكرسي المحاذي للطاولة وبعد عدة أسئلة تمهيدية سألته عن سر تلك الجرائم، ولماذا كان يقطع الرؤوس؟ أخذ الرجل نظارته ومسحها ثم أعادها وابتسم قائلاً: إن الرأس هو بمثابة الجائزة فهو يحتوي على الدماغ والعين والفم، وعندما كنت طفلاً تعلمت في المدرسة أنه عند قطع الرأس يموت الجسد، لهذا فالجسد لا يساوي شيئا بدون الرأس.
نشأة إدموند كيمبر
ولد في 18 ديسمبر 1948 بين فتاتين، سوزان وألين، ليصبح الأخ المتوسط لتلك العائلة، وكان والده ضابط بالجيش الأمريكي، إذ شارك في تجارب القنابل النووية، وكان شديد الانفعال ودائمًا ما يتسبب بالشجار مع زوجته كلارنيل، وبعد تقاعده عمل كمهندس في مؤسسة الكهرباء في مدينة بربانك بولاية كاليفورنيا، وعاش إدموند وسط هذه الأجواء المشحونة بالمشاكل، وفي وقت مبكر برزت فيه النزعة العدوانية حيث دفن قطة منزلهم الأليفة وهو بسن 10 أعوام حية في أرض الحديقة ثم أخرجها ليقطع رأسها ويضعه على عمود الحديقة، وعندما سألته والدته عما حصل للقطة، استطاع تضليلها بقصة وهمية.
وزادت حدة الصراع بين الزوجة ووالد إدموند حتى تم الطلاق في عام 1957م، وتأثر إدموند بفراق والده على عكس والدته التي كانت تتعاطى المخدرات ومدمنة للكحول، وكانت تهين إدموند طوال الوقت وتقول له: إنك وغد مثل أبيك تمامًا ولن تجد أي فتاة تحبك، ولم تكن تعانقه أبدًا خوفًا من أن يصبح طفلها ولدًا مدللًا، وقد كان يفرغ غضبه في دمى شقيقته حيث كان يمزق رؤوسها، وفي إحدى المرات قتل قطتهم الأليفة لأنه شعر أنها لا تحبه وتفضل شقيقته عليه، وأنكر أنه الفاعل ولكن أمه وجدت رأس القطة متعفنًا في خزانة ملابسة.
المزرعة
وكانت أمه تضربه في كل مرة، وعندما طلب أن يزور والده تعرض لصدمة كبيرة بعد أن علم بزواج والده من سيدة أخرى، ما تسبب في مشاكل أكثر، حتى تم إرساله إلى أجداده فأل كيمبر في شمال فورك أثناء عطلة المدارس.
في البداية أحب إدموند العيش بالمزرعة وخاصة عندما أهداه جده بندقية صيد، وكان يقضي معظم وقته بقتل الطيور والسناجب، حتى أن مستواه الدراسي تحسن كثيرًا، ولكن الأمور سرعان ما تغيرت وساءت علاقته مع جده وجدته اللذين ضاقا ذرعًا بتصرفاته الرعناء.
الأوهام والهلاوس
أثناء ذلك سمع إدموند صوت محرك سيارة جده وقد عاد من جولته الصباحية، فانطلق إدموند إلى المَرآب وبينما كان جده 72 عامًا ينزل الأغراض من السيارة باغته إدموند، وأطلق عليه النار وأخفى جثته هناك.
لم يعرف إدموند ما يفعل فالجيران سيتوافدون إلى المكان لمعرفة ما حصل، لهذا قرر الاتصال بوالدته التي صدمها ما حصل وطلبت منه الاتصال بالشرطة، وفي مركز الشرطة تحدث إدموند عن جريمته المروعة وأخبر المحقق أن جده أثار غضب ومنعه من الصيد فنال ما يستحق.
وفي عيد ميلاده الـ21 قدمت له والدته هدية لا تقدر بثمن، إذ نجحت بالضغط على الأطباء للإفراج عنه بضمانتها الشخصية ونال إدموند حريته في 18 ديسمبر عام 1969م، وأوصى الأطباء بعدم بقائه مع والدته كونها سبب في ما حصل له، وعاد إدموند إلى منزل والدته الجديد في مدينة أبوتس التي انتقلت إليه بعدما وجدت عمل كمساعد إداري في كلية سانت كروز بكاليفورنيا وشعر بالصدمة عندما علم أن والدته قد تزوجت من رجل آخر وصار اسمها كلارنيل ستراندبيرج.
وكان على إدموند أن يلتحق بكلية المجتمع حسب ما جاء في شروط إطلاقه من المستشفى، وكان يطمح في أن يصبح ضابط في الشرطة، ولكن طلب رُفض بسبب ضخامته فطوله البالغ مترين ووزنه البالغ 113 كيلو جرام جعل منه غير صالح للعمل بسلك الشرطة، وأُطلق عليه لقب إدموند الضخم، ومع هذا فقد اشترى دراجة نارية وقضى معظم وقته بالتسكع بالحانات مع بعض رفاقه من رجال الشرطة.
انطلاق مسيرة السفاح الإجرامية
وفي 7 مايو عام 1972 م وبينما كان إدموند يتجول بسيارته على طريق مدينة بيركلي لفت انتباهه فتاتين تقفان على حافة الطريق فتوقف وعرض عليهما أن يوصلهما إلى وجهتهما، وافقت الفتاتان وركبتا معه، وقد أخبرتاه أنهما طالبتان في جامعة فري سنو وأنهما جاءتا لزيارة أصدقاءهما في جامعة ستانفورد وقد عرفتا بنفسيهما، الفتاة الأولى ماري آن بيسي- 18 عامًا، وصديقتها أنيتا لو شيسا وقد حاول إدموند التحدث معهما حتى لا ينتبها أنه غير مساره واتجه بهما إلى منطقة معزولة من الغابة.
ثم ذهب إلى السيارة ليجهز على أنيتا المسكينة التي سمعت صراخ صديقتها قبل أن تموت، ورغم محاولتها الاندفاع والهروب منه إلا أنه باغتها بطعنة لفظت على إثرها آخر أنفاسها، ثم وضع الجثتين في صندوق السيارة وانطلق بسيارته عائدًا إلى شقته، وفي الطريق أوقفه رجل شرطة وطلب منه أوراق هويته والملكية، شعر إدموند بالخوف الشديد من انكشاف أمره ولكن الشرطي أخبره بضرورة إصلاح مصباح سيارته الخلفي وتركه يذهب في حال سبيله.
السفاح يقتل والدته
شعر إدموند أن والدته ربما عرفت بأمر جرائمه و لهذا قرر قتلها، وفي مساء 20 أبريل عام 1973 م عادته والدته كارنيل- 52 عامًا إلى المنزل وأيقظته لتناول الطعام وذهبت إلى غرفتها لتستريح على سريرها وتقرأ بعض الصفحات من كتابها قبل أن تخلد للنوم، وفجأة دخل عليها إدموند، ولكنها التفتت إليه وبنبرة تهكمية قالت له: أعتقد أنك جئت لكي تتكلم معي حتى الصباح؟ فأجابها: ليلة سعيدة يا أمي، ثم غادر الغرفة وعاد إليها و هو يحمل مطرقة ضخمة، وبينما كانت نائمة ضربها على رأسها بكل قوته حتى قتلها.