”الضربة الانتقامية”.. هل تمنع الفصائل المسلحة من شن هجمات جديدة على الأهداف الأمريكية؟
مارينا فيكتور مصر 2030يبدو أن الرئيس الأمريكى جو بايدن فى وضع مربك لإيجاد توازن بين الردع والتصعيد، فالكثير من التساؤلات تثار حول ما إذا كانت الضربات العسكرية الأمريكية فى العراق وسوريا ستمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من شن ضربات جديدة على أهداف أمريكية.
وتمثل هذه الضربات تغييرا كبيرا إذ شنت الولايات المتحدة ضربات ليل الجمعة-السبت استهدفت فى كل من العراق وسوريا قوات إيرانية وفصائل موالية لطهران، ردا على هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة فى الأردن قرب الحدود السورية أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين فى 28 يناير.
ونددت بغداد ودمشق السبت بالضربات، فيما دعت موسكو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولى قالت مصادر دبلوماسية إنه سيعقد بعد ظهر الإثنين.
وأدانت إيران "بشدة" يوم أمس السبت، الضربات الليلية التى شنتها الولايات المتحدة، منددة بـ"انتهاك لسيادة سوريا والعراق"، بحسب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعانى، فيما اعتبرت حركة حماس أن واشنطن تقوم بـ"صب الزيت على النار" فى الشرق الأوسط.
وأعلنت أمريكا أن الضربات "ناجحة"، مشددة مع ذلك على أنها لا تريد حربا مع إيران، وقالت إنها كانت قد أبلغت السلطات فى العراق مسبقا بشأن الضربات، الأمر الذى نفته بغداد.
وأشار الناطق باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض جون كيربى إلى أنه تم استهداف 85 هدفا فى سبعة مواقع مختلفة (3 فى العراق و4 فى سوريا) بما فيها مراكز قيادية واستخباراتية ومرافق تحتوى على طائرات مسيرة وصواريخ، بحسب وزارة الدفاع الأميركية.
وللولايات المتحدة نحو 900 جندى فى سوريا و2500 فى العراق المجاور فى إطار تحالف دولى ضد تنظيم داعش الذى كان يسيطر على مساحات شاسعة من البلدين.
وأعلنت هزيمة تنظيم داعش فى سوريا عام 2019 (وفى العراق عام 2017)، لكن التحالف بقى فى البلاد لمحاربة الخلايا الإرهابية التى تواصل تنفيذ هجمات هناك.
وتعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولى فى العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف أكتوبر.
وتكثفت هذه الهجمات التى تبنت الكثير منها "المقاومة الإسلامية فى العراق"، وهى تحالف فصائل مسلحة مدعومة من إيران تعارض الدعم الأميركى لإسرائيل فى الحرب بغزة ووجود القوات الأميركية فى المنطقة، منذ 7 أكتوبر.
فى موازاة ذلك، تستهدف ضربات أميركية أهدافا للحوثيين فى اليمن الذين هاجموا السفن التجارية فى البحر الأحمر.
ويعتبر عدد قليل من الخبراء أن الضربات الأمريكية ستجبر إيران التى تقدم الدعم المالى والعتاد والدعم العسكرى للجماعات المسلحة بدون أن تسيطر عليها بالضرورة، على تغيير نهجها.
وقال الخبراء إن "النطاق المحدود لأهداف الضربات الأميركية، حتى لو استمرت لعدة أيام، لن يكون بمثابة ضربة قاضية لإيران من شأنها أن تجعل طهران تغير حساباتها".
لكن الخبراء يقولون أيضا إنهم لا يعتقدون أن إيران ستخاطر بالدخول فى صراع مباشر مع القوة العسكرية الأكبر فى العالم.