وفاة رئيس ناميبيا حاجي جينجوب بسبب السرطان.. من هو؟
أفاد المكتب الرئاسي في ناميبيا، في بيان صادر عنه، بوفاة رئيس البلاد، الحاج جينجوب، في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، داخل إحدى مستشفيات العاصمة ويندهوك، عن عمر ناهز 82 عامًا.
وكان جينجوب أول رئيس مُنتخب في عام 2014، واعتبر أطول رئيس وزراء خدمة في تاريخ ناميبيا، وثالث رئيس للبلاد، فكان من المقرر أن تُجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية في ناميبيا نهاية العام الحالي.
وفي يناير، كشف جينجوب، الذي كان يُخوض فترة ولايته الثانية كرئيس، عن تلقيه العلاج لمكافحة مرض السرطان، كما أعلن مكتب الرئيس نانجولو مبومبا أن الخزعة التي أُجريت بعد فحص طبي روتيني في يناير كشفت وجود "خلايا سرطانية".
وأعلن البيان الصادر يوم الأحد وفاة الرئيس الحبيب جي جينجوب، وقد نعاه ببالغ الحزن والأسف، وأشار إلى أنه كان برفقة زوجته العزيزة مدام مونيكا جينجوس وأطفاله في ذلك الوقت، وفي عام 2013، خضع جينجوب لعملية جراحية في الدماغ، وفي عام 2023 خضع لعملية جراحية في الأبهر في جنوب أفريقيا المجاورة، وظل يتلقى العلاج في مستشفى ليدي بوهامبا في ويندهوك حتى وفاته.
ووصف مبومبا جينجوب بأنه "خادم مميز للشعب" و"رمز للنضال من أجل التحرير"، معتبراً إياه "المهندس الرئيسي لدستورنا وعمود البيت الناميبي".
ودعا الأمة الناميبية إلى الهدوء والصبر خلال هذه الفترة العصيبة، مؤكداً أن الحكومة ستتخذ جميع الترتيبات والاستعدادات اللازمة، وأن مجلس الوزراء سيجتمع فوراً لاتخاذ الإجراءات الضرورية.
وقد ولد جينجوب في إحدى القرى بشمال ناميبيا في عام 1941، وتميز بأنه أول رئيس للبلاد خارج مجموعة الأوفامبو العرقية، التي تشكل أكثر من نصف سكان البلاد.
كما شارك في النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذي كان يحكم ناميبيا حينذاك، منذ سنوات دراسته الأولى قبل أن يتم طرده إلى المنفى.
وقضى ما يقرب من ثلاثة عقود في بوتسوانا والولايات المتحدة، حيث غادر بوتسوانا في عام 1964 وانتقل إلى الولايات المتحدة.
وأثناء تواجده في الولايات المتحدة، كان مدافعًا قويًا عن استقلال ناميبيا، وكان يمثل حركة التحرير المحلية، سوابو، الذي أصبح فيما بعد الحزب الحاكم، كما لعب دورًا بارزًا في تقديم قضايا ناميبيا في الأمم المتحدة وفي مختلف أنحاء الأمريكتين.
وعندما فاز حزب سوابو بالانتخابات الأولى في عام 1990، تم تعيين جينجوب رئيسًا للوزراء، وشغل هذا المنصب لمدة 12 عامًا قبل أن يعود إليه مرة أخرى في عام 2012.
وفي عام 2014، بفوز الحزب بشكل مريح في الانتخابات، تولى جينجوب رئاسة البلاد، مستفيدًا من سمعته في النضال من أجل التحرير.
وكان جينجوب، الزعيم الهادئ والمتحدث، يتميز بارتدائه لنظارة بإطار واسع وخصلات شعر رمادي على ذقنه، أثناء توليه العديد من المناصب الوزارية والداخلية في الحكومة.
فقد شهدت فترة رئاسته الأولى ركودًا اقتصاديًا وارتفاعًا في معدلات البطالة، بالإضافة إلى اتهامات بالفساد والرشوة، كشفتها وثائق ويكيليكس في عام 2019، مشيرة إلى تلقي مسؤولين حكوميين رشاوى من شركة أيسلندية.
واثرت فضيحة "تعفن السمك" على فرص فوز جينجوب بولاية رئاسية ثانية، حيث انتقدت إدارته لضخ الأموال في إدارة ضخمة ومنح العقود لشركات أجنبية.
ورغم انخفاض نسبة التأييد التي حصدها في الانتخابات عام 2019، إلا أنه تمكن من الفوز بالانتخابات بنسبة 56٪ من التفضيلات.
وشهدت سنواته الأخيرة معاناة من مشاكل صحية بعد الجراحات التي أجراها في الدماغ عام 2013 وصمام القلب في جنوب إفريقيا في يونيو 2023.
وكان مشجعًا لكرة القدم، ولعب في شبابه، مما جعله يحظى بلقب "نقطة الخطر".
تزوج ثلاث مرات، في عام 1967 و1993 ومرة أخرى في عام 2015، وأنجب نفس العدد من الأطفال في كل زيجة.
