خطيب المسجد النبوي: الله أوجد الخلق وفاضل بينهم فأقربهم الأنبياء ثم من يلونهم


قال الشيخ عبدالمحسن القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوى، إن الله تعالى أوجد الخلق وفاضل بينهم فأقربهم الأنبياء ثم الذين يلونهم وأن زوجاته صلى الله عليه وسلم هن خير النساء وأن أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما هى أحب نسائه إليه.
وأوضح " القاسم " خلال خطبة الجمعة الثالثة فى رجب من المسجد النبوى بالمدينة المنورة، أن من سنة الله سبحانه وتعالى ابتلائه لعباده ففى الحديث سئل البنى صلى الله عليه وسلم أى الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، منوها بأن ما حدث فى حادثة الإفك وما وقع فيها لأم المؤمنين عائشة -رضى الله عنها- فى طريق العودة من غزوة بنى المصطلق، حين نزلت من هودجها لبعض شأنها.
وتابع: فلما عادت افتقدت عقدا لها، فرجعت تبحث عنه، وحمل الرجال الهودج ووضعوه على البعير وهم يحسبون أنها فيه، وحين عادت لم تجد الركب، فمكثت مكانها تنتظر أن يعودوا إليها بعد أن يكتشفوا غيابها، وصادف أن مر بها أحد أفاضل أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وهو صفوان بن المعطل السلمى رضى الله عنه، فحملها على بعيره، وأوصلها إلى المدينة.
وأشار إلى أنه استغل المنافقون هذا الحادث، ونسجوا حوله الإشاعات الباطلة، وأن الذى تولى ذلك عبد الله بن أبى بن سلول، وأوقع فى الكلام معه ثلاثة من المسلمين: هم مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحمنة بنت جحش.. فاتهمت أم المؤمنين عائشة بالإفك، مشيرا إلى أنه قد أوذى النبى صلى الله عليه وسلم بما كان يقال إيذاء شديدا.
وأضاف أنه صرح بذلك للمسلمين فى المسجد، حيث أعلن ثقته التامة بزوجته وبالصحابى ابن المعطل السلمى، وحين أبدى سعد بن معاذ استعداده لقتل من تسبب فى ذلك إن كان من الأوس، أظهر سعد بن عبادة معارضته؛ بسبب كون عبد الله بن أبى بن سلول من قبيلته، ولولا تدخل النبى صلى الله عليه وسلم وتهدئته للصحابة من الفريقين، لوقعت الفتنة بين الأوس والخزرج.
وأفاد بأن حادثة الإفك كادت أن تحقق للمنافقين ما كانوا يسعون إليه من هدم وحدة المسلمين، وإشعال نار الفتنة بينهم، ولكن الله سلم، وتمكن الرسول صلى الله عليه وسلم بحكمته -وهو فى تلك الظروف الحالكة- أن يجتاز هذا الامتحان الصعب، مشيرا إلى أن من بين الفوائد المترتبة على هذه الحادثة، تشريع حد القذف وأهميته فى المحافظة على أعراض المسلمين.
ونبه إلى أنه عندما وقعت حادثة الإفك أراد الله -عز وجل- أن يشرع بعض الأحكام التى تسهم فى المحافظة على أعراض المؤمنين، موصيا بأنه ينبغى أن لا يظن بأهل الخير والعفاف إلا خيرا قال جل من قائل (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين )، فصون اللسان والسمع عن أعراض المسلمين راحة للبال وجالب للسعادة وسلامة للصدر ورضا لرب العالمين.