”حارة اليهود ” تاريخ كبير يحكي ذكريات أكثر من 60 عاماً


حين تسير بين شوارع القاهرة الكبيرة أو أحيائها، تجد أماكن تحكي وتروي تاريخ أعوام كثيرة مضت، فبين كل زقاق تجد قصص وحكايات لأشخاص وأماكن مازال أثرهم على هذه الأرض التي ظلت محتفظة بأبسط التراث، ومن بين تلك الأماكن التي نستعرضها معكم من خلال بوابة مصر 2030 ، هي "حارة اليهود" أو بالأدق "حي اليهود"، هذا الحي صاحب النجمة السداسية المصنوعة من الحديد والتي مازالت موجودة حتى الأن، رغم مغادرة سكانها الأصليين، تلك النجمة الشهيرة التي بجانبها ، بقيت النقوش التي تدل على أصحاب البيوت، وتاريخ بنائها، مثل «موسى ليشع عازر 1922»، القريب من منزل «شموئيل» القرائي، الذي عاش فيه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر 5 سنوات من عمره.
***ما هي حارة اليهود
حارة اليهود هي حي موجود بالقرب من شارع الموسكي في القاهرة، وحالياً يتبع حي الجمالية وحارة اليهود ليست حارة صغيرة كما يوحي اسمها لكنها حي كامل يضم حوالي 360 زقاق وحارة.
وكان الحي منقسم بطريقه على شياختين، واحدة لليهود الربانيين والأخرى لليهود القرائين.
اشتهر هذا الحي بساكنيه اليهود، ولكنه الآن يخلو منهم بعد ان هاجر أغلبهم إلى إسرائيل.
***أهم الأثار الموجودة فيها
كان في الحارة 13 معبدًا يهوديًا لم يتبقي منهم غير ثلاثة هما "معبد موسى بن ميمون" و"معبد أبو حاييم كابوسى" في درب نصير و"معبد بار يوحاى" في شارع الصقالبة، ولم يسكن الحي فقط اليهود ولكن كان يسكنه أيضا عدد كبير من المسلمين والمسيحيين.
****مشاهير هذا الحي
كما ذكرنا سابقاً أن اليهود في هذا المكان كانوا ينقسمون لشياختين، واحدة لليهود الربانيين ، والأخرى لليهود القرائين وكان من أشهر الأشخاص في هذه الشياخة الفنانة ليلى مراد و نجمة إبراهيم و نجوى سالم "والذين أشهروا إسلامهم بعد ذلك، كان منهم صالحة قاصين "تلك السيده التي ظهرت في فيلم إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين ( أنا انسة شريفة عفيفة )، وذلك حين رأت الشاويش عطية، وهذه السيدة احتفظت بديانتها اليهودية و عاشت و ماتت في مصر ولم تخرج منها ، مثلما فعلت "فيكتوريا كوهين" التي ظهرت أيضاً في دور" أم ستيفان روستي" في فيلم "حسن يوسف" صاحب المقولة الشهيرة في هذا الفيلم " إزاي تسرق برتقانة !! انت عاوز تاكل لوحدك".
وبالرغم من وجود من هم عشقوا مصر رغم ديانتهم اليهودية، إلا أن هناك من كرهوا مصر وكانوا ضمن الطائفة المتطرفة مثل اليهود التلموديين و اليهود الإسرائيليين مثل ( راشيل ابراهام ) أو ( راقية إبراهيم ) والتي ثبت تورطها في اغتيال عالمة الذرة المصرية الدكتورة "سميرة موسى".
أيضاً كان هناك طوائف أخرى من اليهود، ولكن طائفة اليهود القرائين هي أقربهم شبها بالمسلمين و المسيحيين ، وأصحاب تلك الطائفة ظلوا يعيشون في مصر حتى بعد 48، مثل الأسماء التي ذكرناها، سواء من أسلم منهم " ليلى مراد- نجوى سالم - نجمة إبراهيم" أو الذي احتفظ بديانته مثل "فيكتوريا كوهين- صالحة قاصين".
****سر سكن اليهود في هذه الحارة
لم يكن اليهود يعيشون في هذا الحي بالإجبار ،أو لأن هذا المكان قد فرض عليهم ، ولكن سكان هذه الحارة من اليهود كانوا مرتبطين بها لسببين ، السبب الأول هو"الدخل المحدود"لاسيما أن أغلبهم كانوا حرفيين يعملون في الصناعة وكانوا يريدون القرب من مصادر أكل العيش الخاصة بهم.
أما بالنسبة للسبب الثاني فكان يعود لعاداتهم ومعتقداتهم في التجمع في أماكن محددة كأغلب يهود العالم وهذا ما يسمونه (الجيتو) وهذا إسمها خارج مصر ،أما إسمها داخل مصر فيطلق عليها " حارة اليهود" .
الجدير بالذكر أن اليهود الذين كانوا يعيشون في هذه الحارة حينما كانت حالتهم المادية تتحسن كانوا يتركون تلك الحارة وينتقلون إلى "عابدين أو باب اللوق أو باب الشعرية"، ومن كان منهم يصبح ثرياً ثراء فاحش كان ينتقل إلى "العباسية أو مصر الجديدة أو الزمالك".