احتجاجات عارمة ضد قتل النساء في كينيا.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030اندلعت احتجاجات عارمة ضد قتل النساء في جميع أنحاء كينيا خلال هذا الشهر بعد ارتفاع حاد في حالات القتل.
أثارت التقارير عن وقوع ما لا يقل عن اثنتي عشرة حالة قتل للنساء منذ بداية العام غضباً واسعاً ونقاشات محمومة ومظاهرات في جميع أرجاء البلاد، بما في ذلك في العاصمة نيروبي وكيسومو ومومباسا.
وخرجن آلاف النساء في مسيرات بالمدن الكبرى يوم السبت، حاملات لافتات تنادي بوقف قتل النساء، ومرفقة بأسماء النساء اللواتي فقدن حياتهن في الأشهر الأخيرة، مع رسائل تنادي بضرورة تذكر أسمائهن وإبراز شخصياتهن، وتناقلت منشورات على الإنترنت تعبّر عن مطالب بوقف العنف والقتل.
فيما تم توثيق أكثر من 500 حالة قتل للنساء في كينيا منذ عام 2016، وتشير المنظمات المعنية بتوثيق الوفيات إلى أن الأرقام قد تكون أعلى بسبب الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها بشكل صحيح في تقارير الشرطة أو وسائل الإعلام، مما يؤدي إلى تحديد الإحصائيات بشكل غير دقيق.
ووفقًا لمنظمة Africa Data Hub، فإن غالبية جرائم قتل النساء تُرتكب من قِبل أشخاص يعرفون الضحايا وكانوا على علاقة قريبة بهن، مع تسبب العديد من هذه الجرائم في سياق العنف المنزلي المُنظم.
وقبل المسيرات، شاركت النساء مخاوفهن وأسباب احتجاجهن، معبّرات عن قلقهن بشأن سلامتهن وتعاملهن مع الرجال، وصدمتهن إزاء الأخبار المؤلمة التي تتداول عن حوادث القتل الأخيرة، والنقاش العام الذي يطالب بتمكين واحترام المرأة.
وحث المتظاهرون على تصنيف قتل النساء كجريمة مستقلة، مؤكدين أن الفهم السطحي للقتل لا يأخذ في الاعتبار السياقات المعقدة التي تشهد فيها هذه الجرائم، والتي تتأثر بالعلاقات غير المتكافئة بين الجنسين والأعراف الضارة.
وقالت ماريا أنجيلا ماينا، المحامية والمدافعة عن المساواة بين الجنسين، التي شاركت في الاحتجاجات: "يجب فهم أن جرائم القتل للنساء لها سياقها الخاص، ولا يمكن معاملتها كجرائم قتل عادية، إن تحول الناس إلى الوعي والنضال ضد هذا الظاهرة يمثل تطورًا هامًا".
ويعتقد النشطاء أن الاهتمام المتزايد بهذه القضية قد يعزز تطبيق قوانين أفضل لحماية المرأة. ومع ذلك، تعرض المتظاهرون لتهديدات ومواجهات، حيث ظهر مقطع فيديو على الإنترنت يظهر رجلين يهددان بقتل النساء ويحاولان التشويش على المظاهرة بتصريحات عنصرية ومُسيئة.
ودعا الناشط بونيفاس موانجي المزيد من الرجال للانضمام إلى الجهود المبذولة لوقف عمليات القتل العنيفة، مؤكدًا ضرورة أن يتحدث الرجال الكينيون بقوة ضد هذه الظاهرة، قائلاً: "يجب علينا كرجال كينيين التحدث بجرأة وصوت عال ضد قتل النساء، كرجال وآباء، يجب على هؤلاء الرجال التصرف بشكل فعّال"، وأضاف: "أنا لا أتحدث نيابة عن الرجال الذين أعرفهم"، وتزايدت الضغوط الموجهة إلى قادة البلاد للتصدي لأزمة قتل النساء.
وقالت منظمة أكيلي دادا غير الحكومية: "نطالب السلطات باتخاذ إجراءات فعّالة لحماية النساء والفتيات، لقد حان وقت العمل".