من جنوب إفريقيا وإسرائيل.. قاضيان إضافيان بقضية ”الإبادة الجماعية” في غزة
مارينا فيكتور مصر 2030تصدر محكمة العدل الدولية وهى أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، يوم غد الجمعة، قرارها بشأن ما إذا كانت ستحدد إجراءات عاجلة ضد إسرائيل بخصوص اتهامات جنوب أفريقيا بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة "إبادة جماعية" تقودها الدولة ضد الفلسطينيين.
قاضيان جديدان
وينضم إلى القضاة الخمسة عشر فى محكمة العدل الدولية، المعروفة أيضا باسم المحكمة العالمية، فى هذه القضية قاض معين خصيصا من جنوب أفريقيا وقاض آخر من إسرائيل.
وهما شخصيتان مميزتان فى بلديهما ولهما تاريخ شخصى غير عادى، وستصدر قرارات المحكمة الملزمة قانونا بالأغلبية البسيطة لكن المحكمة لا تملك آلية لتنفيذها.
ديكجانج موسينيكى
موسينيكى (76 عاما) هو أحد كبار القضاة المتقاعدين فى جنوب أفريقيا الذين ناضلوا ضد سياسة الفصل العنصرى ولعبوا دورا رئيسا فى تحول البلاد إلى الديمقراطية.
وسجن عندما كان عمره 15 عاما بسبب احتجاجه على الفصل العنصرى، وأمضى 10 سنوات فى سجن جزيرة روبن سيئ السمعة فى جنوب أفريقيا، حيث أصبح صديقا لنيلسون مانديلا.
درس موسينيكى للحصول على شهادته الجامعية خلف القضبان وعمل محاميا بعد إطلاق سراحه.
وطلب منه مانديلا فى وقت لاحق المساعدة فى صياغة الدستور المؤقت لجنوب أفريقيا والإشراف على أول انتخابات ديمقراطية.
وتم تعيينه فى المحكمة الدستورية فى جنوب أفريقيا عام 2002.
وفى عام 2005 تم تعيينه نائبا لرئيس المحكمة العليا، وهو المنصب الذى شغله حتى تقاعده عام 2016.
وفى مقابلة مع جامعة أكسفورد عام 2021 حول سيرته الذاتية، أشار إلى أنه كان لديه إحساس عميق بالصواب والخطأ عندما كان طفلا.
وقال: "كان الفصل العنصرى بالفعل معلما كبيرا، مثل معظم الدول... لقد علم الناس عدم المساواة".
ويقول فرانس فيلجوين، أستاذ القانون الدولى لحقوق الإنسان فى جامعة بريتوريا، إن موسينيكى يتمتع بسمعة طيبة باعتباره "قاضيا منصفا صاحب رؤية واسعة يتتبع وقائع القضايا".
أهارون باراك
باراك (87 عاما) هو أحد الناجين من المحرقة النازية (الهولوكوست)، ولد فى ليتوانيا عام 1936 وتقلد منصب رئيس المحكمة العليا فى إسرائيل.
وهو أحد الأطفال القلائل الذين نجوا من الحى اليهودى فى مدينة كوفنو (كاوناس) بوسط ليتوانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
وقد وصف بقاءه بالمعجزة، وقال "منذ تلك الحادثة، لم أخف الموت قط".
وتم تهريب باراك إلى خارج الحى اليهودى عن طريق والدته التى أخفته فى كيس للملابس الرسمية التى كان يتم تصنيعها هناك.
وهاجر إلى فلسطين التى كانت خاضعة للانتداب البريطانى فى عام 1947، أى قبل عام من إعلان قيام دولة إسرائيل.
وشغل باراك بين عامى 1975 و1978 منصب المدعى العام الإسرائيلى.
وفى عام 1978 تم تعيينه فى المحكمة العليا وشغل منصب رئيس المحكمة من عام 1995 حتى تقاعده فى عام 2006.
ويعرف باراك بأنه داعم كبير للمحكمة العليا، وكان من أشد منتقدى رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، الذى أدت مساعيه لتعديل النظام القضائى العام الماضى إلى حالة من الاستقطاب العام.
وفى مقابلة أجرتها معه صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية اليومية فى نوفمبر الماضى، عبر باراك عن دعمه للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة.
وقال: "أتفق تماما مع ما تفعله الحكومة".
وردا على سؤال حول الاتهامات بأن إسرائيل تشن حرب إبادة جماعية فى غزة، قال باراك إن هذا المصطلح يجب أن يستخدم لوصف هجمات السابع من أكتوبر التى شنتها حركة حماس "المصنفة إرهابية فى الولايات المتحدة ودول أخرى"، على إسرائيل.
وأضاف: "ما نفعله هو منعهم من تكرار الأمر".
واندلعت الحرب فى قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق فى إسرائيل فى السابع من أكتوبر الذى أسفر عن مقتل 1200 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25700 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.