بعد مقتل جنود إسرائيليين.. ما هي ”المنطقة الإسرائيلية العازلة” المثيرة للجدل في غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030جاء حادث مقتل 21 جنديا من جيش الاحتلال الإسرائيلى فى غزة هذا الأسبوع أثناء تعرضهم للهجوم بينما تم تفجير مبنيين ليتضمن "كشفا غير متوقع" أن الاحتلال كان يمضى قدما فى خطة مثيرة للجدل لإنشاء "منطقة عازلة" على طول حدوده مع غزة عن طريق هدم المبانى فى المنطقة، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وبينما طرح المسؤولون الإسرائيليون الفكرة فى مناسبات عديدة، كانت تصريحات جيش الاحتلال الإسرائيلى، الثلاثاء، أول تأكيد علنى على أن الاستراتيجية "قيد التنفيذ"، بحسب الصحيفة.
وتعارض الولايات المتحدة صراحة إنشاء منطقة عازلة، قائلة إنه لا ينبغى أن يكون هناك تغيير دائم فى الأراضى الفلسطينية.
والثلاثاء، أكد وزير الخارجية الأميركى، أنتونى بلينكن، معارضة الولايات المتحدة أى تغيير لمساحة قطاع غزة.
وجاء موقف بلينكن فى معرض تعليقه، خلال زيارة إلى نيجيريا، على معلومات بشأن سعى إسرائيل لإقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة، وفق وكالة "فرانس برس".
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن "تدمير منازل ومزارع المدنيين يمكن أن يرقى إلى مستوى جرائم حرب".
ماذا قالت إسرائيل؟
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أن 21 "من قوات الاحتياط" قتلوا، الإثنين، فى انفجار قذيفة صاروخية من نوع "آر بى جى" استهدفت دبابة كانت متوقفة أمام مبنيين كان الجيش قد فخخهما تمهيدا لهدمهما فى جنوب قطاع غزة.
وقال جيش الاحتلال إن الجنود الذين قتلوا الإثنين بالقرب من مدينة خان يونس كانوا جزءا من طاقم الهدم الذى أصيب بقذيفة صاروخية، مما أدى إلى انفجار المتفجرات وهدم المبنيين فوقهما.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلى، دانيال هاجارى، فى تصريح صحفى متلفز إن الجنود الاحتياطيين قتلوا فى انفجار صاروخ "آر بى جى" استهدف دبابة ومبنى فخخه الجيش تمهيدا لهدمه فى جنوب قطاع غزة.
وأشار هاجارى إلى أن القوات الاسرائيلية كانت تعمل على "تدمير مبان وبنى تحتية ارهابية على بعد 600 متر من الحدود" بين غزة وإسرائيل".
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن "القوات كانت تقوم بإزالة المبانى والبنية التحتية الإرهابية، من أجل تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم".
وفى سياق متصل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلى، هرتسى هاليفى، إن الجنود قتلوا "فى المنطقة العازلة بين المجتمعات الإسرائيلية وغزة".
وقبل 7 أكتوبر، فرض حرس الحدود الإسرائيلى منطقة عازلة بمساحة 300 متر تقريبا حول طول السياج البالغ طوله 36 ميلا، على الرغم من أنه كان بإمكان الفلسطينيين الزراعة فى المنطقة.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون الآن إن "التراخى فى فرض المنطقة مكن حماس من اختراق السياج الحدودى فى 7 أكتوبر".
فى الأشهر التى سبقت الهجوم، أبلغت وحدات الحدود الإسرائيلية عن رؤية أشخاص يقتربون من الحاجز ومعهم خرائط، ويبدو أنهم يدرسونه بحثا عن نقاط الضعف.
ورفض الجيش الإسرائيلى تقديم مزيد من التفاصيل حول المنطقة العازلة، بما فى ذلك عمق المنطقة التى يخطط لتطهيرها.
واندلعت الحرب فى قطاع غزة إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق فى إسرائيل فى السابع من أكتوبر الذى أسفر عن مقتل 1200 شخصا، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ أكتوبر، ما أسفر عن سقوط 25700 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.