26 نوفمبر 2024 08:58 24 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

«الزومبي».. قصة فيروس جديد يُهدد البشرية

فيروس الزومبي
فيروس الزومبي

حذر العلماء من تهديد وبائي جديد وغير عادي يواجه البشرية، ويشيرون إلى أن الفيروسات القديمة المتجمدة في التربة الصقيعية بالقطب الشمالي قد تتحرر نتيجة لارتفاع درجات حرارة الأرض، مما يسبب انتشارًا لمرض كبير.

ولقد تم عزل سلالات من ميكروبات الميثوسيلا، المعروفة أيضًا بفيروسات الزومبي، من قبل الباحثين، مثيرين مخاوف من حدوث أزمة صحية عالمية ليست بسبب مرض جديد، وإنما بسبب مرض من الماضي البعيد.

ونتيجة لذلك، بدأ العلماء التخطيط لإنشاء شبكة مراقبة في القطب الشمالي لتحديد الحالات المبكرة لمرض يسببه الكائنات الحية الدقيقة القديمة.

كما ستقدم هذه الشبكة إجراءات حجر صحي وعلاج طبي متخصص للمصابين، بهدف احتواء تفشي المرض ومنع المصابين من مغادرة المنطقة.

وقال جان ميشيل كلافيري، عالم الوراثة: "تركز تحليلات التهديدات الوبائية عادة على الأمراض الظاهرة في المناطق الجنوبية وتنتشر شمالًا.

ومع ذلك، ينبغي مراعاة تفشي المرض في الأقطاب، حيث قد يظهر وينتقل جنوبًا، وهو أمر يستحق اهتمامًا أكبر".

فيما أيدت ماريون كوبمانز، عالمة الفيروسات في مركز إيراسموس الطبي في روتردام، هذه النقطة قائلة: "لا نعلم ما هي الفيروسات الموجودة في التربة الصقيعية، ولكن يجب أن نأخذ في اعتبارنا خطر احتمال وجود فيروس يمكنه تسبب تفشي مرض، على سبيل المثال شكل قديم من شلل الأطفال".

وفي عام 2014، قاد كلافيري فريقًا من العلماء الذين عزلوا الفيروسات الحية في سيبيريا، حيث أظهروا أنها لا تزال قادرة على إصابة الكائنات وحيدة الخلية على الرغم من تدفق آلاف السنين في التربة الصقيعية.

كما نشرت أبحاث العام الماضي كشفت عن وجود سلالات فيروسية مختلفة في سيبيريا، قادرة على إصابة الخلايا المزروعة، وبلغ عمر إحدى عينات الفيروس 48500 سنة.

وقال كلافيري: "الفيروسات التي عزلناها كانت تصيب فقط الأميبات ولم تشكل أي تهديد للبشر". "ومع ذلك، ذلك لا يعني أن الفيروسات الأخرى المتجمدة في التربة الصقيعية قد لا تكون قادرة على تسبب أمراضًا للبشر.

و لقد حددنا آثارًا جينية لفيروسات مثل الجدري والهربس، وهي من مسببات الأمراض البشرية المعروفة"، فيما تغطي التربة الصقيعية نصف الكرة الشمالي وتتكون من طبقات متجمدة لمئات الآلاف من السنين، ما يجعلها بيئة مثالية للحفاظ على المواد البيولوجية.

و قال كلافيري: "النقطة الحاسمة فيما يتعلق بالتربة الصقيعية هي أنها باردة ومظلمة وتفتقر إلى الأكسجين، وهو مثالي للحفاظ على المواد البيولوجية، ويمكنك وضع الزبادي في التربة الصقيعية، وربما يظل صالحًا للأكل بعد 50 ألف عام".

كما تغيرت التربة الصقيعية في العالم، حيث يشهد القطب الشمالي ذوبانًا غير متناسب للطبقات العليا في كندا وسيبيريا وألاسكا بفعل تأثير تغير المناخ.

و يرتفع معدل حرارة هذه المناطق بشكل أسرع من معدل زيادة الحرارة العامة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وفقًا لخبراء الأرصاد الجوية.

ومع ذلك، يشير كلافيري إلى أن ذوبان التربة الصقيعية ليس الخطر الرئيسي، بل يأتي الخطر من تأثير آخر للاحتباس الحراري وهو انخفاض مستوى الجليد في القطب الشمالي.

ويؤدي ذلك إلى زيادة في حركة المرور والتنمية الصناعية في سيبيريا، مما يفتح الباب أمام عمليات تعدين ضخمة واستخراج النفط والموارد الطبيعية.

ويحذر كلافيري: "ستطلق هذه العمليات كميات هائلة من مسببات الأمراض التي لا تزال تزدهر هناك، حيث يمكن لعمال المناجم أن يتعرضوا للفيروسات بينما يعملون، وقد تكون العواقب كارثية".

وأكدت كوبمانز هذه النقطة، قائلة: "إذا نظرنا إلى تاريخ تفشي الأوبئة، نجد أن أحد المحركات الرئيسية هو التغيير في استخدام الأراضي.

وانتشر فيروس نيباه عن طريق خفافيش الفاكهة التي طردتها البشر من بيئتها، وكذلك تم ربط مرض جدري القرود بانتشار التحضر في أفريقيا، وهذا ما قد نشهده في القطب الشمالي قريبًا: تغيير كامل في استخدام الأراضي، والذي قد يكون خطيرًا، كما شاهدنا في أماكن أخرى".

ويعتقد العلماء أن التربة الصقيعية، في أعمق مستوياتها، قد تحتوي على فيروسات تمتلك عمراً يصل إلى مليون سنة، متجاوزة بذلك عمر جنسنا البشري الذي يقدر بحوالي 300 ألف سنة.

وفي هذا السياق، قال كلافيري: "ربما لم تكن أجهزتنا المناعية على اتصال مع بعض تلك الميكروبات، وهذا يشكل مصدر قلق إضافي".

وقد يعيد سيناريو فيروس غير معروف يصيب إنسان نياندرتال إلينا، ورغم أنه غير محتمل، إلا أنه أصبح احتمالًا حقيقيًا.

لذلك، يعمل كلافيري وفريقه مع UArctic، جامعة القطب الشمالي، على خطط لإنشاء مرافق الحجر الصحي وتوفير الخبرة الطبية لتحديد وعلاج الحالات المبكرة محليًا لاحتواء العدوى.، وفي كلمته الختامية، أكد: "إننا نواجه الآن تهديدًا ملموسًا، وعلينا أن نكون مستعدين للتعامل معه، إنها بسيطة على هذا النحو".

فيروس الزومبي أخبار مصر كورونا وباء الزومبي وباء كورونا

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 08:58 صـ
24 جمادى أول 1446 هـ 26 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:58
الشروق 06:29
الظهر 11:42
العصر 14:36
المغرب 16:55
العشاء 18:17
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr