تحرير الرهائن أم تدمير حماس؟.. إسرائيل أمام ”مأزق استراتيجي”
مارينا فيكتور مصر 2030وصفت صحيفة "نيويورك تايمز"، ما أحرزته قوات الاحتلال الإسرائيلي في تفكيك قدرات حماس بـ"محدودية التقدم"، مؤكدة أنه أصبح سببا يثير الشكوك داخل القيادة العسكرية العليا بشأن إمكانية تحقيق الأهداف الرئيسية للحرب في الأمد القريب.
وفي هذه المرحلة من القتال، وبعد أكثر من مئة يوم من الحرب، سيطرت إسرائيل التي دخلت الحرب بأهداف القضاء على حماس وتحرير الرهائن الإسرائيليين المختطفين في غزة، على جزء أصغر مما كانت تتوقعه في مخططاتها عند بداية عملياتها العسكرية، وفقا لخطط قالت الصحيفة الأميركية إنها راجعتها.
واعترف بعض القادة سرا عن إحباطهم إزاء استراتيجية الحكومة المدنية في غزة، ودفعتهم إلى الاستنتاج بأن حرية أكثر من 100 رهينة إسرائيلي ما زالوا في غزة لا يمكن تأمينها إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية وليس العسكرية.
ووفقا لمقابلات أجرتها مع أربعة من كبار القادة العسكريين، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم لأنه لم يُسمح لهم بالتحدث علنا عن آرائهم الشخصية، فإن الهدفين المزدوجين المتمثلين في تحرير الرهائن وتدمير حماس "أصبحا الآن غير متوافقين".
إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة
وأطلقت حماس سراح أكثر من 100 رهينة في نوفمبر الماضي، لكنها قالت إنها لن تطلق سراح الآخرين ما لم توافق إسرائيل على وقف العمليات القتالية بشكل كامل.
إسرائيل في مأزق
وأجرى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، مقابلة مع "القناة 12"، كشف فيها أن "من يتحدث عن الهزيمة المطلقة لحماس لا يقول الحقيقة"، مشيرا إلى أن "الوضع الفعلي في قطاع غزة هو أن أهداف الحرب لم تتحقق بعد، والمهمة هي إنقاذ المدنيين قبل قتل العدو".
ووفقا للقادة الأربعة، فإن إنقاذ الرهائن بالموازاة مع تفكيك قدرات حماس يبقى "مأزقا استراتيجيا"، أدى إلى تفاقم إحباط الجيش من تردد القيادة السياسية الإسرائيلية.
وقال العسكريون الكبار، إن "غموض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بشأن خطة ما بعد الحرب في غزة، كان أيضا جزءا من المأزق الذي يواجهه الجيش في ساحة المعركة".
"مخاوف"
ويخشى الجنرالات الإسرائيليون من أن تؤدي الحملة الطويلة بدون خطة لما بعد الحرب إلى تآكل أي دعم متبقي من حلفاء إسرائيل، مما يحد من استعدادهم لتزويد بلادهم بذخيرة إضافية.
وأبدى زعماء أجانب قلقهم من عدد القتلى المدنيين في العمليات العسكرية الإسرائيلية بغزة، حيث قتل نحو 25 ألف شخص، يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن بينهم أكثر من 8000 مقاتل لدى حماس.