انهيار كامل وأمراض خطيرة.. هل يشهد قطاع غزة كارثة صحية؟
عبده حسن مصر 2030تعرضت الخدمات الصحية في غزة لهدم شديد، حيث اضطر الفريق الطبي المنهك بعد ثلاثة أشهر من الحرب إلى استخراج الشظايا بدون مسكنات كافية، وتنفيذ عمليات بتر بدون توفر مخدرات، ما تسبب في معاناة كبيرة، وشهدوا أيضًا وفي ظل نقص المرافق والأدوية، وفاة الأطفال بسبب السرطان، مما يعكس الأوضاع الصعبة التي يواجهها النظام الصحي في المنطقة.
ويؤكد الأطباء أن عشرات الآلاف المصابين بأمراض مزمنة في غزة يعانون من غياب العلاج لعدة أشهر، ويعتبرون الآن "بدون دفاعات"، حيث أثرت سوء التغذية والبرد والتعب على أجسادهم، وفي حادث مأساوي آخر، توفي طفل مصاب بحالة دماغية قبل وصول فريق الأمم المتحدة بالأدوية الحيوية.
وأفاد متخصصون في مجال مرض السرطان بعدم قدرتهم على علاج المرضى الذين يحتاجون بشدة إلى العلاج، بما في ذلك الأطفال الذين يعانون من سرطان الدم أو الأورام التي تتطلب جراحة فورية لإنقاذ حياتهم.
وأكد الدكتور صبحي سوكيك، مدير عام الأورام في غزة والمدير العام لمستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، على صعوبة الوضع، حيث قال: "لا نستطيع إجراء العمليات الجراحية ونفتقر إلى الأدوية تمامًا"، وأضاف أن قسم الأورام الرئيسي في المستشفى تم إغلاقه في بداية نوفمبر.
وأوضح أن هناك مرضى يعانون من سرطان يهاجم الكبد والعظام والرئتين، ويجد نفسهم بدون فرص للعلاج، ويضيف: "يجب أن أشرح لهم حالتهم وأنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به، وتابع: "ولدينا مرضى سرطان الدم، بما في ذلك الكثير من الأطفال، الذين ماتوا، وليس لديهم آلية دفاع، وفي هذه البيئة يكونون معرضين للخطر للغاية."
ومن بين 36 مستشفى في غزة، يظل 15 مستشفى فقط مفتوحين، وثلاثة منها لم تتعرض للتلف، ووفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، يعاني 350 ألف شخص في غزة من أمراض مزمنة ويفتقرون إلى معظم الأدوية.
كما تتسارع انتشار الأمراض في الأماكن المزدحمة وغير الصحية، حيث يشير حسين عودة، الذي يعيش في كلية للتدريب المهني تابعة للأمم المتحدة، إلى ارتفاع حالات الإسهال والتهابات الصدر بين الأطفال، بالإضافة إلى حالات التهاب الكبد الوبائي (أ).
وتجري محاولات لإعادة فتح مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، الذي أصبح مركزًا لحرب دعائية شرسة العام الماضي بعد اتهام إسرائيل باستهدافه عمدًا، كما تم نفي ذلك من قبل المسؤولين الإسرائيليين الذين ادعوا أن حماس استخدمت الموقع لأغراض عسكرية.
ورغم استئناف الشفاء لتقديم الخدمات الأساسية بعد توقفه بشكل كبير بسبب الهجمات الإسرائيلية، إلا أن المستشفى يواجه تحديات هائلة مثل نقص الوقود والكهرباء والأدوية.