الأوضاع تتفاقم.. ماذا وراء إصرار إسرائيل على استمرار الحرب في خان يونس؟
عبده حسن مصر 2030مع التقدم العسكري للقوات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، تزداد الغارات الجوية والقتال العنيف بالقرب من المناطق المكتظة بأكثر من مليون شخص الذين يسعون للملجأ للهروب من الدمار في أنحاء أخرى من القطاع.
ويحذر مسؤولو الإغاثة من إمكانية إغلاق أو إخلاء أكبر مستشفى متبقي في غزة، مشيرين إلى أن خطر تنفيذ عمليات كبيرة في مناطق بها كثافة سكانية عالية وبنية تحتية ضعيفة يثير "قلقًا عميقًا".
وشهد غرب مدينة خان يونس، الواقعة في جنوب قطاع غزة، أصوات قتال بري وانفجارات طوال يوم الجمعة، حيث يُزعم أن العديد من أعضاء وقادة حركة حماس يختبئون، وفقًا لشهود العيان.
وأصبح القتال على بعد أمتار من مستشفى ناصر، أكبر مستشفى جزئي يعمل في غزة، ويستقبل المئات من الجرحى يوميًا.
ويثير القلق احتمال إغلاقه بسبب القصف الإسرائيلي وتحذيرات بإمكانية إخلاءه، وقد شهدت المنطقة إطلاق نار من أسلحة آلية وظهور كرة نارية برتقالية وتصاعد الدخان في معظم أنحاء المدينة بعد الظهر.
فيما أكد مسؤولون إسرائيليون أن الجنود في خان يونس قد أسفروا عن "قتل العشرات في مواجهات قريبة، بالتعاون مع نيران الدبابات والدعم الجوي".
كما تتواصل قوات الدفاع الإسرائيلية في أقصى نقطة جنوبية في الهجوم الذي بدأ بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، حيث قتلت 1200 شخص.
وبلغ عدد الشهداء في غزة منذ ذلك الحين 24762 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، والعديد قد دُفِنوا تحت أنقاض المباني المدمرة.
كما بلغ النزوح في غزة حوالي 85% من سكانها البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، حيث اضطر الكثيرون إلى اللجوء إلى خان يونس ورفح.
وتشهد الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة تكدسًا كبيرًا، وتواجه القوافل الإنسانية صعوبات في الوصول إلى الأماكن المتضررة بسبب إغلاق الطرق جزئيًا بواسطة الأسر النازحة، مما يجعل الرحلات التي كانت تستغرق 10 دقائق تأخذ الآن ساعة واحدة.
ويُقال إن المسؤولين الإسرائيليين يسعون لتجنب الإصابات المدنية ويصدرون أوامر إخلاء لفراغ المناطق من السكان قبل شن هجماتهم، متهمين حماس باستخدام السكان كدروع بشرية، في حين تنفي حماس هذه التهمة.
وتأكيدًا لأهداف الحرب، يعتبر محللون في إسرائيل أن تأمين السيطرة على خان يونس ورفح أمر ضروري لتحقيق أهدافها.
ويثير القلق إمكانية هجوم إسرائيلي كبير في رفح، التي أصبحت ملجأً لنحو مليون نازح، والتي قد تكون محطة للرهائن الذين يُعتقد أنهم محتجزون هناك، مما يثير قلق مسؤولي الإغاثة، والغارة الجوية على البلدة يوم الخميس أدت إلى مقتل 16 شخصًا، نصفهم أطفال، وفقًا لمصادر طبية، ويظل الوضع صعبًا للغاية في غزة، حيث تمتلئ معظم المناطق بالنازحين والخيام.
ويصف الدكتور صبحي سوكيك، طبيب أورام، الحالة بأنها "مزدحمة جداً"، حيث يعيش النازحون في مستشفى صغير في ظروف صعبة.
وتفتقر المرافق الطبية إلى الإمكانيات الضرورية، ما يجعل إجراءات العلاج والجراحة والفحوصات الطبية تصبح تحديًا صعبًا، مما يتسبب في خطر حقيقي على حياة المرضى.
ويشهد شمال غزة هدوءًا نسبيًا، مما سمح بجهود جديدة لإعادة فتح مستشفى الشفاء، الذي يُعتبر أكبر مستشفى في غزة.
و تعرض المستشفى لحملة دعائية شرسة في العام الماضي بسبب اتهامات بتعرضه لاستهداف إسرائيل، الأمر الذي نفته السلطات الإسرائيلية، مُشيرة إلى استخدام حماس للموقع لأغراض عسكرية.
وتمكن المستشفى من استئناف تقديم الخدمات الأساسية، وتأمل الإدارة في افتتاح وحدة العناية المركزة قريبًا.
ورغم استعادة بعض الخدمات، فإن النقص في الوقود والكهرباء والأدوية لا يزال يشكل تحديًا، حيث تعتمد المستشفى على أسطوانات الأكسجين بسبب تلف المولدات الرئيسية.
ويُلاحظ عودة بعض النازحين إلى منازلهم في شمال غزة، ومع ذلك، تظل بعض الطرق مسدودة بسبب آثار المباني المنهارة، مما يجعل الحياة تحتاج إلى التكيف مع الظروف الصعبة.
كما تأكد الجيش الإسرائيلي نقل الجثث من مقبرة النمساوي بالقرب من مستشفى ناصر، بعد أن أفادت تقارير بتدمير المقبرة بواسطة الدبابات وإفراغ القبور.
و زعم جيش الاحتلال أنه قام بنقل الجثث للتحقق مما إذا كانت تحتوي على أي رهائن إسرائيليين، فيما تظهر لقطات قوات الاحتلال وهي تفجر الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة خارج مدينة غزة.
وقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن الحرم الجامعي تم استخدامه كقاعدة عسكرية ومركز لاحتجاز واستجواب المعتقلين الفلسطينيين.
واتُهمت إسرائيل بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين في غزة، حيث أفاد مسؤول حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في غزة بأن بعض المعتقلين قضوا أسابيع في الاعتقال وتعرضوا للضرب قبل إطلاق سراحهم، وأثارت واشنطن مسألة تدمير الجامعة في مؤتمر صحفي.
بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يعتقل ويستجوب مشتبهًا بهم في أنشطة مسلحة، دون الكشف عن عددهم، كجزء من عملياته في مناطق القتال في غزة، كما أكدت وحدة المتحدث باسم الجيش أن المعتقلين يخضعون للمعاملة وفقًا للقانون الدولي، وتم إطلاق سراح الذين ثبت عدم تورطهم في القتال.
من جهة أخرى، يستمر انقطاع الاتصالات في غزة، حيث دخل يومه الثامن، ويُعتبر أطول انقطاع في هذه الحرب، وفقًا لموقع NetBlocks لمراقبة الإنترنت.