هل تشن بريطانيا حملة عسكرية ضد الحوثيين في اليمن؟
حسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجدل بشأن إمكانية شن بلاده لحملة عسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن.
أكد ريشي سوناك أن المملكة المتحدة مستعدة لتنفيذ عمل عسكري ضد المتمردين في اليمن مجددًا، ردا على إطلاق الحوثيين صاروخًا على سفينة حاويات في البحر الأحمر.
وخلال كلمته أمام البرلمان، دافع سوناك عن الغارات الجوية التي نفذتها المملكة المتحدة، مؤكدًا تدمير 13 هدفًا، بما في ذلك طائرات بدون طيار ومطار ومنصة إطلاق صواريخ.
كما أكد أن المملكة المتحدة قد تشن هجمات إضافية إذا استمرت التهديدات واحتجاز الرهائن من قبل المتمردين، وشدد على أن هذا الإجراء كان دفاعًا عن النفس ومتناسبًا، ودعا إلى وقف التهديدات التي تواجه الشحن الدولي في المنطقة.
وفي يوم الجمعة، انضمت 10 دول بقيادة الولايات المتحدة لتشكيل تحالف لشن ضربات على الحوثيين، الذين تعهدوا بالرد على الفور.
فأعلنت الولايات المتحدة يوم الأحد أن إحدى طائراتها المقاتلة أسقطت صاروخًا استهدف إحدى سفنها الحربية، وأكدت يوم الاثنين أن الحوثيين فتحوا النار على سفينة حاويات تديرها.
كما رحبت أحزاب المعارضة الرئيسية في بريطانيا بالضربات، مثل حزب العمال الذي وصف الضربات بأنها "محدودة ومستهدفة".
ورغم التأييد، آثارت عدم استدعاء البرلمان لمناقشة الإجراء استفهامات من قبل النواب، حيث وصف زعيم الديمقراطيين الليبراليين عدم وجود نقاش برلماني بأنه "أمر مؤسف"، في حين قال زعيم حزب العمال كير ستارمر إن التدقيق ليس عدو الاستراتيجية.
فيما أكد ريشي سوناك التزامه بفكرة استشارة البرلمان قبل القيام بعمل عسكري مستدام، مشيرًا إلى المبدأ الذي تم تحديده في تصويت البرلمان بشأن حرب العراق وسوريا في عام 2013.
وقال رئيس الوزراء: "كان من الضروري الضرب بسرعة لحماية أمن هذه العمليات، وهذا يتوافق مع الاتفاقية وأظل ملتزمًا بهذه الاتفاقية وسأتطلع دائمًا إلى اتباع العمليات والإجراءات المناسبة والتصرف أيضًا بما يتماشى مع السابقة"
كما قال بعض النواب إن الضربات الغربية على أهداف الحوثيين تهدد بتصعيد الأزمة في الشرق الأوسط.
فيما قالت النائبة العمالية زارا سلطانة: إن التدخل العسكري الذي يبدأ بشكل محدود يمكن أن يتصاعد بسرعة، مما قد يؤدي إلى سلسلة من الأحداث أكبر بكثير وأكثر فظاعة، بل ويخاطر بجرنا إلى الحرب.
ورفض سوناك الرواية الخاصة بأن الهجمات في البحر الأحمر مرتبطة بالصراع بين إسرائيل وغزة، ولكنه أضاف أنه سيتحدث مع زعماء العالم الآخرين في المنطقة للتأكد من أنهم لا يفسرون الضربات الدولية على أنها تسعى للتدخل في تلك الحرب، وستكون هناك قوى خبيثة تسعى إلى تشويه عملنا لتحويله إلى شيء ليس كذلك، فمن المهم أن نتواصل مع حلفائنا والآخرين في المنطقة.
