أرقام مفزعة وأهداف فاشلة لإسرائيل.. 100 يوم من الحرب في غزة
عبده حسن مصر 2030بعد مرور 100 يوم على الحرب في غزة، يظل وجد الدمار والنيران خالدًا في الذاكرة، إلا أن شواهد المعركة تكشف عن وقائع أكثر تعقيدًا.
وبدأت الحرب بوعد إسرائيلي بسحق حماس، لكنها تحولت إلى تحقيق أهداف تتراجع من سحق الحركة إلى القضاء على قدراتها العسكرية وإنهاء حكمها في غزة.
وعلى الرغم من تدمير الجيش الإسرائيلي لمقار الحكومة الفلسطينية، تسعى تل أبيب الآن لدفع حماس لتحرير الرهائن من خلال مفاوضات يتدخل فيها وسطاء إقليميين.
وبالرغم مرور 100 يوم، فإن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من الوصول إلى القادة الثلاثة البارزين في حماس، مما يثير تساؤلات داخل إسرائيل حول قابلية تحقيق الأهداف المحددة، خاصة في ظل وجود نفق من الأنفاق يمكن حماس من التنقل والاختباء.
وفي تقييمه للوضع، كتب عاموس هارئيل، المحلل العسكري المعروف في "هآرتس": "بعد مرور 100 يوم على الحرب مع حماس، يظهر بوضوح أن إسرائيل لم تحقق بعد أهداف المعركة المعلنة"، وأشار إلى إعادة تنظيم ذراع حماس العسكرية كخلايا حرب عصابات، وفاجأ مشروع الأنفاق بالدقة والتشعب، ممنحًا حماس ميزة تحت الأرض.
وركز على التحدي الكبير أمام إسرائيل في مواجهة منظمة إيديولوجية مصممة. وأختم تقييمه بأن "عدم القدرة على التوصل إلى حسم سريع يدفع الحكومة إلى الاعتماد على حلول تفاوضية، مثل مطاردة قادة حماس بشكل مستمر، خاصة يحيى السنوار".
وأكد على صعوبة إضافية تكمن في تحصين قيادة حماس لنفسها بمثابة "بوليصة تأمين" حول المخطوفين الإسرائيليين.
ومع مرور 100 يوم من الحرب، يشهد الرأي الإسرائيلي ارتفاع أصوات تطالب بتغيير الحكومة الحالية، بما في ذلك فرض فكرة إجراء انتخابات مبكرة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، ومع استمرار ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، تستعد عائلات 136 رهينة للقيام بتحركات ضاغطة للمطالبة بإعادتهم من غزة إلى إسرائيل.
وتحتل قضية إعادة الرهائن الأولوية في الحكومة الإسرائيلية، ورغم ذلك، لم تتمكن من إعادة أي منهم دون التوصل إلى اتفاق مع حماس عبر وساطة خارجية.
كما تظل الضغوط من العائلات مستمرة لتحقيق اتفاق مع حماس حتى لو كانت التكلفة تشمل وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.
وفي سياق الأرقام، بعد مرور 100 يوم على الحرب، تظهر إحصائيات غير مسبوقة في صفوف الجيش الإسرائيلي، حيث قتل 520 جندياً بما في ذلك 186 خلال الحرب البرية.
وتشير المعطيات الرسمية إلى إصابة 2511 جنديًا، منهم 386 بجروح خطيرة و661 بجروح متوسطة، و1464 بجروح طفيفة. فيما يتعلق بالحرب البرية، جرح 1099 جنديًا، بينهم 239 بجروح خطيرة و387 بجروح متوسطة و473 بجروح طفيفة.
سُجلت في وزارة الدفاع الإسرائيلية 4000 جندي بـ"إعاقة"، وتشير تقديرات إلى احتمال ارتفاع العدد إلى 30 ألفًا، وفقًا لموقع "واللا" الإسرائيلي. وبحسب معطيات مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، فإن أكثر من 1300 إسرائيلي، بين مدني وعسكري، قتلوا وأكثر من 11 ألفًا و694 جرحوا منذ بداية الحرب.
وفي يوم 7 أكتوبر وحده، وقتل 1112 إسرائيليًا، ربعهم من الجيش و5% من الشرطة و1% من جهاز الأمن العام "الشاباك".
وتشير المعطيات إلى أن الغالبية العظمى من القتلى (880) في الفئة العمرية 18-59 عامًا، و160 فوق سن 60 عامًا، و27 في الفئة العمرية 12-17 عامًا، و8 دون السنة الواحدة، فيما لم يتحدد أعمار 37 من القتلى.
وفيما يتعلق بالهجمات الصاروخية، دوت صافرات الإنذار في 684 بلدة ومدينة إسرائيلية، ونزح أكثر من 217 ألفًا و921 إسرائيليًا داخل إسرائيل، حيث ازدادت احتمالية سقوط الصواريخ.
وإجمالًا، أطلقت الفصائل الفلسطينية وحزب الله أكثر من 12 ألفًا و500 صاروخ على إسرائيل منذ بداية الحرب، بينها 10500 من قطاع غزة.
فبدأت إسرائيل الحرب باستدعاء أكثر من 360 ألف جندي من الاحتياط، ورغم تقدير عدد مسلحي حماس بأكثر من 30 ألفًا، أشار معهد دراسات الأمن القومي إلى أن الجيش الإسرائيلي يقدر قتل 7860 مسلحًا فلسطينيًا، مما شكك الإعلام الإسرائيلي في دقتها.
واقتصاديًا، ارتفع العجز التراكمي خلال الـ12 شهرًا الماضية بنسبة 0.8% إلى نحو 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقًا لتقدير أولي لأداء الميزانية.
أما في فلسطين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 23843 فلسطينيًا، حيث بلغ نسبة 70% منهم نساء وأطفال.
و أصيب أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 800 شخص مفقود تحت الأنقاض.
فيما يعيش 85% من سكان غزة، أي ما يقرب من 1.93 مليون مدني، في نزوح قسري، بينهم العديد الذين نزحوا داخل القطاع متأثرين بتوسع القتال.