«100 يوم من حرب غزة».. تسلسل زمني للصراع المدمر في فلسطين المحتلة
عبده حسن مصر 2030مرت 100يوم على النزاع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، حيث أسفرت الحرب عن آلاف الضحايا والجرحى، مما جعل من القطاع المحاصر مأوىًا غير صالح للحياة.
ففي بداية النزاع في 7 أكتوبر 2023، هاجمت عناصر من حماس بلدات في جنوب إسرائيل، مسببين مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، ونقلهم إلى غزة، وفقًا للإحصائيات الإسرائيلية.
وردًا على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة الحرب، وشن غارات جوية على غزة، مع فرض حصار كامل على القطاع الساحلي بين إسرائيل ومصر.
وفي 8 أكتوبر، بدأ حزب الله اللبناني، عملية قصف عبر الحدود مع إسرائيل، مما أدى إلى تصاعد التوتر والرد الإسرائيلي بالقصف المضاد.
أما في 13 أكتوبر، طالبت إسرائيل سكان مدينة غزة، التي يعيش فيها أكثر من مليون نسمة من إجمالي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون، بالإخلاء والتحرك جنوبًا.
وخلال الأسابيع التالية، اتخذت إسرائيل إجراءات لإخلاء الشمال بأكمله، مما دفع مئات الآلاف من سكان غزة إلى الفرار من منازلهم، وبدأت عملية يمكن أن تؤدي إلى تهجير شامل لسكان القطاع.
وخلال 17 أكتوبر، شهد انفجارًا في المستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة، أثار غضبًا في العالم العربي، الانفجار ناجم عن غارة جوية إسرائيلية، أدى إلى مقتل المئات، ففي الوقت نفسه، زعمت إسرائيل أن سبب الانفجار هو صاروخ فلسطيني أخطأ هدفه، ودعمت هذه الرواية واشنطن في وقت لاحق.
أما بعد الانفجار، ألقى بظلاله على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة في اليوم التالي، مما أدى إلى إلغاء قمته المقررة مع عدد من الزعماء العرب.
وفي إسرائيل، قدم بايدن الدعم الكامل لحقها في الدفاع عن نفسها، لكنه طلب من الإسرائيليين ألا يعميهم غضبهم.
وخلال 19 أكتوبر، اعترضت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من اليمن نحو إسرائيل، مع دخول جماعة الحوثي اليمنية على خط الحرب بهجمات على إسرائيل وضد عمليات الشحن في البحر الأحمر، أما في 21 أكتوبر، سمحت معبر رفح الحدودي بعبور شاحنات المساعدات من مصر إلى غزة بعد جدل دبلوماسي، هذا لم يكن سوى نزر يسير في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بسبب نقص الغذاء والمياه والأدوية والوقود، مع استمرار الحصار الإسرائيلي والجهود المستمرة لتأمين الإمدادات.
وبعد أسبوع من توغلات محدودة، قادت إسرائيل هجومًا بريًا واسع النطاق في غزة في 27 أكتوبر، بدأته بالهجوم على الشمال وتعهدت بإطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء على حماس، أما 31 أكتوبر، شهدت مقتل 15 جنديًا إسرائيليًا في القتال في غزة، وهي أكبر خسارة تكبدها الجيش في يوم واحد خلال الحرب.
وبدأت عمليات الإجلاء من غزة في أول نوفمبرعبر معبر رفح لنحو 7000 من حاملي جوازات السفر الأجنبية ومزدوجي الجنسية وعائلاتهم والأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي عاجل. ومع ذلك، يظل الغالبية العظمى من سكان غزة غير قادرة على الخروج من القطاع.
فيما أعلنت إسرائيل أن طائرة مسيرة أُطلقت من الأراضي السورية أصابت مدينة إيلات الجنوبية خلال 9 نوفمبر، وفي اليوم التالي، هاجم الجيش الإسرائيلي المليشيات المسؤولة، مُعلنًا أن سوريا تُعتبر جبهة جديدة في التصاعد الحربي في غزة.
أما 15 نوفمبر، دخلت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، بعد حصار دام عدة أيام، مما أسفر عن وفاة مرضى وأطفال حديثي الولادة بسبب نقص الكهرباء والإمدادات.
كما يُزعم أن الإسرائيليين اتهموا المستشفى باستخدامه لإخفاء مقر تحت الأرض لمقاتلي حماس، وهو ما نفاه العاملون. ولاحقًا، أجرى الجيش جولة داخل أحد الأنفاق هناك.
وخلال بضعة أسابيع، خرجت جميع المستشفيات في النصف الشمالي من غزة عن الخدمة.
وفي 21 نوفمبر، أعلنت إسرائيل وحماس هدنة أولى في الحرب، تضمنت وقف القتال لمدة أربعة أيام لتبادل الرهائن المحتجزين في غزة وإسرائيل.
فقد تم تمديد الهدنة وإطلاق سراح 105 رهينة وحوالي 240 سجينًا فلسطينيًا، قبل أن تنهار وتستأنف الحرب في الأول من ديسمبر.
والرابع من ديسمبر، شهد استئناف القوات الإسرائيلية للهجوم بريًا في جنوب غزة، على مشارف مدينة خان يونس، بعد انتهاء الهدنة بعدة أيام.
فتحذر منظمات دولية من أن المرحلة التالية في الحرب، التي ستوسع نطاق الحملة العسكرية من الشمال إلى طول القطاع، بما في ذلك المناطق التي تحتضن مئات الآلاف من النازحين، ستزيد من تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن "القصف العشوائي" الذي تشنه إسرائيل على غزة يجعلها تخسر الدعم الدولي في 12 ديسمبر، مشيرًا إلى تغيير واضح في خطاب الولايات المتحدة، أقرب حلفائها لإسرائيل.
وخلال الأسابيع التالية، قام العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين بزيارة إسرائيل لحثها على بذل جهود إضافية لحماية المدنيين وتقليص نطاق الحرب، مع التركيز على حملة تستهدف بشكل خاص قادة حماس، وفي 15 ديسمبر، شهد حادثًا مأساويًا حين قتلت القوات الإسرائيلية بالخطأ ثلاثة رهائن في غزة، مما أدى إلى انتقادات داخلية لمسار الحرب على الرغم من الدعم الواسع للحملة، أما في 22 ديسمبر، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن شنها هجومًا بعيد المدى على إسرائيل، مما أدى إلى تصاعد التوتر، وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي إلى توسع الحرب في غزة والجبهات الإقليمية.
وخلال 26 ديسمبر، شنت القوات الإسرائيلية هجومًا بريًا كبيرًا في وسط قطاع غزة، مما أدى إلى فرار مئات الآلاف من الأشخاص، أما بداية من أول يناير 2024، أعلنت إسرائيل عن بدء سحب بعض قواتها من غزة في مرحلة جديدة تستهدف التكتيكات والاستراتيجيات، مع استمرار القتال في المناطق الجنوبية.
وفي 11 يناير، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا واليمن عشرات الغارات الجوية رداً على هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وفي اليوم التالي، نفذت الولايات المتحدة ضربة أخرى في اليمن، حيث أعلن الحوثيون مقتل خمسة من مقاتليهم في الضربات الأولية، وتعهدوا بالانتقام ومواصلة هجماتهم على السفن.
وجاء في 11 يناير أيضاً عقد محكمة العدل الدولية جلسة للاستماع إلى البيانات الافتتاحية في قضية تتهم فيها جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب حملة إبادة جماعية تقودها الدولة ضد السكان الفلسطينيين، في حين تنفي إسرائيل هذا الاتهام.