بعد القصف الأمريكي على الحوثيين.. هل تندلع حرب إقليمية؟
عبده حسن مصر 2030في خطوة تشكل تحديًا لاستراتيجيته في الشرق الأوسط، قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن تنفيذ غارات جوية على أهداف الحوثيين في اليمن، حيث يسعى لتجنب نشوب صراع إقليمي.
ووفقًا لتحليل نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أكد المسؤولون الأمريكيون وحلفاؤهم أن بايدن لم يكن لديه خيارات أخرى، نظرًا لفشل الجهود الدبلوماسية والقنوات الخلفية في وقف هجمات الحوثيين على السفن في مناطق البحر الأحمر وخليج عدن.
وتشير التقارير الصحفية إلى أن إدارة بايدن بذلت جهودًا مكثفة للتحكم في التوتر بين إسرائيل وحماس بعد هجوم حماس في أكتوبر والرد الإسرائيلي العنيف على غزة.
كما تم التركيز على تجنب تصعيد الوضع، حيث تمثلت هذه الجهود في إقناع إسرائيل بتجنب ضربة شاملة على حزب الله في لبنان.
وفي البحر الأحمر، نجح التحالف البحري متعدد الجنسيات الذي تأسس لحماية الشحن في اعتراض هجمات الحوثيين، ولكن التكلفة المالية للتصدي لهذه الهجمات البسيطة كانت باهظة.
وفي 13 ديسمبر، كادت صواريخ الحوثيين أن تصيب ناقلة وقود طائرات، مما يبرز تحديات منع التصعيد والحفاظ على الأمان البحري.
وبدلاً من التراجع، زادت هجمات الحوثيين جرأة، حيث شنوا هجومًا جريئًا على سفينة الحاويات "ميرسك هانغتشو" في ليلة رأس السنة.
وردًا على الهجوم، قامت المروحيات الأمريكية بالتدخل وأغرقت 3 قوارب حوثية، ما أدى إلى مقتل أطقمها ودفع القوات الأمريكية للدخول في مواجهات مباشرة مع الحوثيين للمرة الأولى منذ بداية الأزمة.
أما في اليوم التالي، دعا الرئيس بايدن فريق الأمن القومي لبحث الخيارات، حيث وجه الدبلوماسيين للتركيز على بناء إجماع دولي في الأمم المتحدة، ونتج عن ذلك قرار من مجلس الأمن يوم الأربعاء يدعم حق حرية الملاحة ويدين هجمات الحوثيين.
وسعى بايدن لتوسيع التحالف البحري في البحر الأحمر كجزء من إجراءات الدفاع، وبدأ في التحضير لرد هجومي قوي من خلال تنقيح قوائم الأهداف لتحقيق تأثير أكبر على قدرات الحوثيين مع تقليل المخاطر المحتملة على المدنيين.
وقبل شن أي هجمات، أصر الرئيس بايدن على ضرورة إصدار تحذير رسمي نهائي. في 3 يناير، أصدرت الولايات المتحدة و13 حليفًا بيانًا يحذر من تحمل الحوثيين "مسؤولية العواقب" إذا استمرت الهجمات.
وبعد فشل التحذير، شن الحوثيون هجومًا كبيرًا بثلاث صواريخ وعشرات الطائرات بدون طيار ضد سفن تجارية والقوة البحرية الأمريكية.
وخلال اجتماع فريق الأمن القومي، أعطى بايدن الإشارة الخضراء لضربات عسكرية بعد حوالي 48 ساعة، ورغم رفض الكشف عن تفاصيل الهجوم، يظهر أنه كان في أعلى درجات القوة المطروحة على بايدن. يتساءل الرأي العام عن الخطوة التالية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة، خاصة في ظل تحديات توجيه رسالة قوية دون تصعيد.
ويؤكد مسؤولون أمريكيون على أن عدم ردع الحوثيين قد يؤدي إلى تدهور قدراتهم، ويتسائلون عن تأثير الضربات البريطانية الأمريكية على توازن القوى بين الأطراف.
كما أفادت الصحيفة، يتسارع الخوف من أن الضربات الليلية قربت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلفاءهما إلى "مواجهة مباشرة" مع إيران.
وأشار مسؤول أمريكي بارز إلى تورط إيران بشكل فعال في تنفيذ هذه الهجمات، حيث قدمت معلومات واستخبارات للحوثيين وزودتهم بالإمكانيات الضرورية.
وفيما يتعلق بالرد السياسي، أكد المسؤول أن الإدارة ستلتزم بحملة الضغط الاقتصادي والعزلة التي تستمر منذ سنوات ضد إيران.
ومع ذلك، يظهر أن أي جهد لتخفيف تهديد الحوثيين للشحن البحري سيتطلب إجراءات إضافية، بما في ذلك تنفيذ إجراءات صارمة لمنع تجديد إمدادات الأسلحة للحوثيين، مما يستلزم بدوره إيقاف السفن القادمة من إيران.