73 غارة.. ما تأثير ضربات أمريكا وبريطانيا على قدرات الحوثيين؟
مارينا فيكتور مصر 2030أثارت الضربات التي شنتها أمريكا وبريطانيا ضد أهداف لجماعة الحوثي في اليمن، تساؤلات بشأن تأثيرها على قدرات الحوثيين، وتبعاتها خلال الفترة المقبلة، ومدى مساهمتها في زيادة التصعيد بالمنطقة، أو كونها تمثل ردعا وزيادة للأمن البحري في البحر الأحمر.
ونفذت طائرات حربية وسفن وغواصات أمريكية وبريطانية ضربات في أنحاء اليمن خلال الليل ردا على هجمات الحوثيين المتحالفين مع إيران على السفن في البحر الأحمر، في اتساع لنطاق الصراع الإقليمي الذي أشعلته الحرب الإسرائيلية في غزة.
واعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان أن هذه الضربات المحددة "رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يغضوا الطرف عن الهجمات على أفرادنا أو يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر".
ويعتقد محللون عسكريون ومراقبون، في تصريحات صحفية، أن الضربات الأمريكية والبريطانية "تحذيرية أكثر من كونها فارقة في شل قدرة الحوثيين"، لكنها تمثل في ذات الوقت "رسالة ردع" لمنع تفاقم الهجمات على السفن العابرة بالبحر الأحمر، محذرين في ذات الوقت من "رد الفعل" الحوثيين عليها بما يتضمن ذلك شن "هجمات مؤثرة" على أهداف أمريكية وبريطانية.
كان الحوثيون شنوا واحدة من أكبر الهجمات في البحر الأحمر حتى الآن، الثلاثاء الماضي، إذ قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن ثلاث مدمرات أمريكية إلى جانب طائرات أمريكية من طراز إف-18 وسفينة حربية بريطانية، أسقطت 18 طائرة مسيرة وعدة صواريخ أطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
تفاصيل ضربات التحالف
وفجر الجمعة، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، بالتنسيق مع بريطانيا، وبدعم من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين، ضربات مشتركة على أهداف الحوثيين لإضعاف قدرتها على الاستمرار.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر الثلاثاء، كانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير" بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، الذي أعطى الضوء الأخضر للمضي قدما في تنفيذ الضربات، على الرغم من أن الاستعدادات كانت مستمرة منذ بعض الوقت.
وقالت "سنتكوم" إن "هذا العمل المتعدد الجنسيات استهدف أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".
أكدت قوات القيادة المركزية الأمريكية أنه "لا علاقة لهذه الضربات بعملية حارس الازدهار"، وهي تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
اعتبرت شبكة "سي إن إن"، أن هذه الضربات تعد مؤشراً على القلق الدولي المتزايد بشأن التهديد الذي يتعرض له أحد أهم الممرات المائية في العالم.
كما أشار موقع المونيتور الأمريكي، إلى أن هذه الهجمات هي الأولى منذ عام 2016 التي تستهدف فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر جماعة الحوثيين، حيث تأتي في وقت يشهد توتراً إقليمياً شديداً مع اقتراب الحرب بين إسرائيل وحماس من 100 يوم.
تأثير محدود
بدورها، حددت الخبراء، تبعات الضربات العسكرية ضد الحوثيين في عدد من النقاط كالتالي:
الضربات الجوية تهدف إلى ردع الحوثيين عن أي عدوان إقليمي آخر وعرقلة قدراتهم، مثل إطلاق الصواريخ، لجعلهم أقل تهديدًا مباشرًا للأمن البحري في المنطقة.
ومع ذلك، يعتمد هذا الأمر على نطاق وحجم العملية، فإذا تحولت هذه الضربات إلى هجمات رمزية على المستودعات أو غيرها من البنية التحتية التي يمكن إعادة بنائها بسهولة، فسيكون لها تأثير محدود.
من غير المرجح أن تضع هذه العملية حداً كاملاً لأنشطة الحوثيين لعدة أسباب:
أولاً: لقد أصبحوا مع مرور الوقت أداة في يد إيران، وبغض النظر عما يحدث، فسوف يتبعون توجيهات طهران.
ثانياً: قد لا يستجيبون للردع التقليدي المحدود؛ ولن يقنعهم أي شيء أقل من العمليات الكبرى لتدمير قدراتهم بالكامل وتعطيل شبكاتهم بالتخلي عن مسار عملهم.
ثالثاً: من المشكوك فيه أن تتمكن الولايات المتحدة وبريطانيا في ضربة واحدة أو بضع ضربات من تحقيق الهدف المطلوب، لكن ما لن يحدث نتيجة لذلك هو حرب واسعة النطاق مباشرة مع إيران؛ وقد يأخذ الحوثيون فترة راحة قصيرة لاستعادة بنيتهم التحتية، ولكن ما لم يكن الردع متسقًا ومشاركًا بعمق، فمن المرجح أن يعودوا عاجلاً أم آجلاً.
لهذا السبب، يجب أن تكون الإستراتيجية أكثر بكثير من مجرد بضع ضربات.
في حالة إيران، ستكون النية هي الاستمرار في اختبار الخطوط الحمراء الأمريكية مع توسيع نطاق نفوذها، والهدف النهائي هو جعل الوضع صعبًا للغاية بحيث تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا للانسحاب من المنطقة والتخلي عن جهودها لإعادة السيطرة، وربما أدركت الولايات المتحدة أن الدبلوماسية ليست الحل مع الحوثيين.