أول تعليق لـ نتنياهو على دعوى جنوب إفريقيا
علي فوزي مصر 2030بدأت اليوم محكمة العدل الدولية أولى جلساتها بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا على إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وكانت إسرائيل وافقت على المثول أمام المحكمة من أجل دحض ما وصفتها بالاتهامات "السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني"، على حد قولها.
وأكدت الصحف الإسرائيلية وجود خشية جدية في المؤسستين الأمنية والنيابة العامة الإسرائيليتين من أن توجه محكمة العدل الدولية اتهامات لإسرائيل بالإبادة الجماعية.
جلسات جنوب إفريقيا
وستتناول جلسات الاستماع مطلب جنوب إفريقيا بفرض إجراءات طارئة، وإلزام إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في غزة في حين ستنظر المحكمة في حيثيات القضية، وهي عملية قد تستغرق أعواما.
وفي الدعوى المؤلفة من 84 صفحة، تشير جنوب إفريقيا إلى أن إسرائيل فشلت في تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى لسكان القطاع.
وأشارت أيضا إلى حملة القصف المستمرة التي دمرت مئات الآلاف من المنازل واضطر نحو 1.9 مليون فلسطيني إلى النزوح، وأسفرت عن مقتل 23 ألف شخص وفقا لبيانات السلطات الصحية في غزة.
وستستمع لجنة من 17 قاضيا، منهم قاضيان من إسرائيل وجنوب إفريقيا، في مرافعات مدتها 3 ساعات لكل طرف.
ومن المتوقع صدور حكم بشأن التدابير المؤقتة في وقت لاحق هذا الشهر، ومن الجديد بالذكر أن أحكام محكمة العدل الدولية ملزمة، لكن المحكمة لا تملك تنفيذها.
وفي دلالة على ثقل مصطلح الإبادة، أرسلت إسرائيل قاضيا سابقا بالمحكمة العليا كان قد نجا من المحرقة النازية (الهولوكوست) التي وقعت قبل توقيع اتفاقية الإبادة الجماعية، وستعين جنوب إفريقيا قاضيا أمضى في شبابه 10 أعوام في جزيرة روبن التي التقى فيها الرئيس السابق لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا.
المحكمة الجنائية الدولية
وتحقق محكمة أخرى في لاهاي، وهي المحكمة الجنائية الدولية، بشكل منفصل في تهم ارتكاب فظائع في غزة والضفة الغربية وفي هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل، لكنها لم تسم أي مشتبه بهم، وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية وترفض ولايتها القضائية.
من جانبه قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الأربعاء: "معارضتنا للمذبحة الجارية بحق شعب غزة دفعتنا بصفتنا دولة إلى اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".
وأضاف: "بصفتنا شعبا تجرع يوما مرارة السلب والتمييز والعنصرية والعنف الذي ترعاه الدولة، نحن واضحون في أننا سنقف في الجانب الصائب من التاريخ".
وقال رونالد لامولا وزير العدل في جنوب إفريقيا، إن منع وعقاب جريمة الإبادة الجماعية في الأراضي الفلسطينية التزام نحو الشعب الفلسطيني، لافتا إلي أن العنف والتدمير في فلسطين لم يبدأ في أكتوبر ولكنه مستمر لـ 76 عاما وحتي اليوم في 2024.
تعليق نتنياهو
خرج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرد على الإجراءات التي اتخذت ضد إسرائيل في لاهاي: "نحن نحارب الإرهابيين، ونحارب الأكاذيب في كل مكان، اليوم رأينا مرة أخرى عالما مقلوبا رأسا على عقب - دولة إسرائيل متهمة بارتكاب إبادة جماعية بينما إنها تحارب الإبادة الجماعية".
وأضاف "إسرائيل تحارب الإرهابيين القتلة الذين ارتكبوا جرائم فظيعة ضد الإنسانية. منظمة ارتكبت أفظع جريمة ضد الشعب اليهودي منذ المحرقة، والآن هناك من يدافع عنها باسم المحرقة. يا لها من جرأة. عالم مقلوب رأسا على عقب".
وأكمل أن "الجيش الدفاع الإسرائيلي، الجيش الأكثر أخلاقية في العالم، الذي يفعل كل شيء لتجنب إيذاء غير المتورطين، يتهمه ممثلو الوحوش بـ "الإبادة الجماعية".
استكمل: "إن نفاق جنوب إفريقيا صارخ حتّى السماء". وتابع: "أين كانت جنوب إفريقيا عندما قُتل الملايين من الناس ونزحوا من ديارهم في سورية واليمن، ومِن قِبل مَن؟ من شركاء حماس. عالم مقلوب".
واختتم حديثه: "نحن نعرف أين نحن، سنواصل محاربة المخربين، وسنواصل صدَّ الأكاذيب، وسنواصل الحفاظ على حقنا في الدفاع عن أنفسنا وتأمين مستقبلنا، حتى النصر المطلق".