علي جمعة: قسوة القلب ضد الحياة من الأخلاق السيئة


قال الدكتورعلى جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، مفتى الجمهورية الأسبق، إن القسوة من الأخلاق السيئة، وهى تعنى خلو القلب من أى رقة ولين، وامتلاءه بالفظاظة والغلظة، ولقد بين ربنا سبحانه وتعالى أن النبى ﷺ قد تحلى بالرحمة وتخلى عن قسوة القلب، فقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وقال سبحانه: (وَلَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ).
وأضاف "جمعة"، عبر صفحته الرسمية: وقسوة القلب قد تكون مع الله سبحانه وتعالى فيبتعد الإنسان عن ذكر الله بسبب قسوة قلبه، وتكون القسوة كذلك مع خَلْق الله فقاسى القلب يرى المحتاج المتألم ولا يلين قلبه، ولا يتعاطف معه، ولا يمد له يد المساعدة.
وتابع: وقاسى القلب يعذب الناس، بل يعذب مخلوقات الله سبحانه وتعالى، ولذا كان إهمال الحيوان الذى يحتاج للرعاية والطعام من القسوة المذمومة، وتعذيب الحيوان من أسباب دخول النار كما بيّن النبى ﷺ ذلك فقال: «دخلت امرأة النار فى هرة ربطتها، فلا هى أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً» (رواه البخارى ومسلم).
واستكمل: قساة القلب {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} نسوا الله فخرجوا من دائرة محل نظره وهو عليمٌ بهم؛ إنما هم خرجوا عن نظر الله الرحمن الرحيم وليس عن علمه، ولا عن قدرته، ولا عن إرادته، ولا عن حكمته، بل ولا عن هدايته {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ}، {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} القسوة الشدة الصلابة ليس فيها ليونة، والليونة علامة الحياة، والقسوة من الأشياء التى تصاحبها البرودة؛ فالقلب القاسى قلبٌ بارد، والقلب الحى قلبٌ فيه حرارة
سر الحياة حرارةٌ * لولاها ما طيرٌ تغنى
كلا، ولا قلب تحنى * لا، ولا غصنٌ تثنى
ومن لوازم القسوة الظلمة، ومن لوازم القسوة السكون البلادة لا يوجد به حركة، وإذن قسوة القلب ضد الحياة، وقسوة القلب تذهب بالذكر؛ فيلين القلب بذكر الله تعالى.