بعد تصريحات السوداني... ما تبعات الانسحاب الأمريكي في العراق؟
مارينا فيكتور مصر 2030مع استمرار استهداف قواعد التحالف الدولي في العراق من قبل فصائل مسلحة موالية لطهران، وتصاعد التوتر وما يعقبه من هجمات أمريكية مضادة عليها، منذ منتصف أكتوبر الماضي، تزداد التكهنات حول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق وطبيعة العلاقة بين واشنطن وبغداد.
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إن العراق يريد الخروج السريع المنظم للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض لكنه لم يحدد موعدا نهائيا.
ووصف السوداني وجود تلك القوات على أراضيه بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة، وفقا لوكالة رويترز.
واكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل، أغلبها شيعية، والعديد منها قريب من إيران، لرحيل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، زخما بعد سلسلة من الضربات الأميركية على فصائل مرتبطة بإيران وتشكل أيضا جزءا من القوات العراقية الرسمية.
وأثارت تلك الضربات، التي جاءت ردا على عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على القوات الأمريكية على وقع حرب غزة، مخاوف من أن يصبح العراق مرة أخرى مسرحا لصراع إقليمي واسع.
وقال السوداني لرويترز في مقابلة الثلاثاء، إن هناك حاجة لإعادة تنظيم هذه العلاقة حتى لا تكون هدفا أو مبررا لأي طرف سواء كان داخليا أو خارجيا للعبث بالاستقرار في العراق والمنطقة، مضيفا أن خروج تلك القوات يجب أن يتم عبر التفاوض.
موقف كردستان
تصريحات تزامنت مع استقبال رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، الثلاثاء، القائد العام لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا الجنرال جويل فاول.
وفي الاجتماع، الذي حضره القنصل العام الأمريكي لدى الإقليم مارك سترو، تم تبادل وجهات النظر بشأن آخر المستجدات والتطورات في إقليم كردستان والعراق وسوريا.
وتضمن المحور الرئيسي للاجتماع، التأكيد على أهمية حماية الأمن والاستقرار في العراق وإقليم كردستان، والتشديد على ضرورة أن تواصل قوات التحالف الدولي مهامها من أجل مساعدة الجيش العراقي وقوات البيشمركة في مكافحة الإرهاب، وضمان الأمن والاستقرار، وفق بارزاني.
تكاليف باهظة
ويرى مراقبون أن تصريحات السوداني لا تعني بالضرورة أن بغداد ستذهب لحد المطالبة بانسحاب كلي وتام لقوات التحالف، وأنها تندرج في سياق محاولات امتصاص غضب التيارات والجماعات المناوئة للوجود الأمريكي، منوهين للتكاليف الأمنية والاقتصادية والسياسية الباهظة لخروج قوات التحالف على العراق.
يقول المراقبون: "هي دعوات غير واقعية، خاصة وأن إقليم كردستان مثلا أعلن ضرورة بقاء القوات الأمريكية بالعراق، فضلا عن أن السوداني نفسه قبل أسابيع أشار لضرورة وجود تلك القوات بل وتوسيع نطاق التنسيق والتعاون معها".
وتابعوا: "هذه المواقف هي غالبا لإرضاء الفصائل المسلحة وبعض قوى الإطار التنسيقي، خاصة بعد الضربة الأمريكية الأخيرة في بغداد".
ويرى المراقبون أن أي خروج أمريكي سريع حتى لو تم، فلن يكون قبل سنتين إلى 5 سنوات على الأقل، كونها عملية ليست يسيرة وبحاجة لترتيبات واتفاقات وجداول زمنية.
ويؤكد خبراء أنه لا تبدو فكرة منطقية ولا عملية، فالانسحاب الأمريكي من العراق قد يولد فراغا أمنيا خطيرا وهو ما ستستغله بطبيعة الحال جماعات متطرفة كتنظيم داعش، وهو ما يهدد بتبديد جهود سنوات من مكافحة الإرهاب ودحره في العراق والمنطقة عامة.
وما يزيد من خطورة ذلك الانسحاب أن داعش لا زال موجودا رغم تراجع قوته، لكنه مع ذلك يشكل تهديدا لأمن العراق وسلامة مواطنيه.