غضب شديد من ماكرون.. كيف تخبطت علاقات فرنسا الإفريقية؟
مارينا فيكتور مصر 2030أجريت مقابلات مع أكثر من عشرة مسؤولين وخبراء فرنسيين وأفارقة ودوليين حاليين وسابقين، كشفت العلاقة المضطربة بشكل متزايد والمفككة في كثير من الأحيان بين فرنسا ومستعمراتها الإفريقية العشرين السابقة، وكيف تخبطت إدارة ماكرون في تلك العلاقات.
موجة من الغضب
ويواجه ماكرون الآن موجة من الغضب في القارة التي اعتبرتها أجيال من الزعماء الفرنسيين بمثابة الفناء الخلفي لبلادهم، وواحدة من آخر بقايا إمبراطورية بلادهم التي كانت تغطي الكرة الأرضية ذات يوم، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
سخرية ولوم
أصبحت السخرية من الفرنسيين أقوى صرخة حاشدة في مختلف أنحاء إفريقيا الناطقة بالفرنسية، حيث تلقي الأنظمة الانقلابية وزعماء المعارضة ونشطاء المجتمع المدني اللوم على قوتهم الاستعمارية السابقة لسنوات من التخلف وسوء الإدارة الحكومية.
وكان ماكرون أول رئيس لفرنسا ولد بعد نهاية الحقبة الاستعمارية، إذ بدأ رئاسته في عام 2017 بتعهد بإعادة ضبط علاقة بلاده مع مستعمراتها الإفريقية السابقة.
وأثار غضب المحافظين بإعلانه أن الاستعمار "جريمة ضد الإنسانية"، ووعد بإعادة القطع الأثرية الإفريقية المنهوبة، وإصلاح العملة الإقليمية التي لا يزال نصف احتياطاتها محفوظا في باريس.
لكن بعد عقود من السياسات التي دعمت بشكل فعال المستبدين الفاسدين والمحبين للفرنكوفونية، وهي الممارسة التي أصبحت تعرف باسم la Françafrique، أكد ماكرون أنه يريد تعميق العلاقات مع المجتمع المدني الإفريقي والدول التي لم تكن جزءا من الإمبراطورية الفرنسية.
تقليص القوات الفرنسية
وقال مسؤولون مقربون من ماكرون إنه خطط في البداية لتقليص عدد القوات الفرنسية في إفريقيا، خوفا من أن القواعد العسكرية الفرنسية تثير الشكوك في أن باريس ستستخدم قواتها للتدخل في الشؤون الداخلية.
لكن المسؤولين الفرنسيين والأمريكيين كانوا يشعرون بالقلق من أن التمرد في منطقة الساحل، مثل تنظيم داعش في سوريا، يمكن أن يصبح ملاذاً للإرهابيين الذين قد يضربون الغرب.
إلى ذلك واصل ماكرون إضافة قوات إلى عملية برخان، التي كان قوامها في ذروتها حوالي 5000 جندي فرنسي، حيث قتلوا قادة متشددين محليين، لكنهم لم ينجحوا في احتواء التمرد الأوسع.
وأوضح المسؤولون الفرنسيون أن جزءا كبيرا من المشكلة يرجع إلى فشل الحكومات المحلية في تقديم الخدمات في المناطق المهملة منذ فترة طويلة.
يذكر أن لفرنسا وجودا عسكريا منذ 2013 في مالي ودول الساحل التي تعاني من جماعات متشددة.
وتدخلت باريس لوقف تقدم هذه الجماعات التي هددت باماكو، ثم نظمت عملية واسعة في المنطقة لمكافحة المتطرفين تحمل اسم "برخان" ونشرت آلاف الجنود لمحاربة فرعي تنظيمي القاعدة وداعش.