ضربة للهجرة إلى إسرائيل.. مستوطنات كاملة تتفكك على الحدود
مارينا فيكتور مصر 2030تسبّبت حرب غزة في تفريغ أجزاء واسعة مِن المستوطنات الإسرائيلية في القطاع وعلى الحدود مع لبنان، قد يصعّب العودة إليها مرة أخرى، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، الأحد، إلى أن هناك صعوبة تواجه الحكومة في إقناع سكان المستوطنات بالعودة إليها مرّة أخرى منذ الهجوم الذي شنّته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة، شمال القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، وأدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي.
وعدّدت أمثلة للخسائر الواسعة في البنية التحتية وغيرها التي تُظهر صعوبة المعيشة هناك الآن، نتيجة الهجمات المتبادلة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، قائلة إنه في مستوطنات غلاف غزة فإن مجتمعات بأكملها تفككت، وتم إحراق البنية التحتية، وتقدّر الأضرار بنحو 5.5 مليار دولار.
يحدث الأمر ذاته في شمال إسرائيل، مع حملة القصف الصاروخي التي يشنّها حزب الله من لبنان، حيث تبلغ الخسارة المالية ما يقرب من 1.6 مليار دولار.
ويبلغ عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم، من الشمال والجنوب، نحو 125 ألف شخص، والعناية بهم تكلّف المليارات بالفعل، وتم نقل بعضهم إلى مجتمعات آمنة من الصواريخ، بينما يُقيم آخرون في الفنادق مع أسرهم.
ومع اكتظاظ الفنادق بالعائلات التي تم إجلاؤها، يضطر البعض للعيش في أوضاع مرهقة للغاية، وبشكل لا يُصدّق، ويشعرون بالغضب المتزايد، خاصة أن الأطفال يتعلّمون في مدارس مؤقّتة، ويتعامل الآباء مع ضغوط كبيرة، وفق التقرير.
كما يشير إلى أن السلطات تتوقَّع "انهيار واختفاء مجتمعات بأكملها؛ حيث سيختار الكثيرون عدم العودة إلى المستوطنات على الحدود مع لبنان ومع غزة، على الأقل قبل بضعة أشهر".
ضربة للهجرة إلى إسرائيل
يتوقّع الخبراء، أن التوتر في شمال إسرائيل سيؤثر على معدلات الهجرة إلى إسرائيل، إذ تستخدم تل أبيب كلمة "الأمن والأمان" في دعواتها لليهود ليهاجروا إليها، لكنها الآن غير آمنة بعد أن باتت الحرب في داخلها، وليس في أرض العدو.
ولفتوا إلى أن إسرائيل تخوض أكبر فترة قتالية منذ تأسيسها، ولم يحقّق جيشها انتصارا واحدا، كما أن دافع المستوطنين للبقاء في هذه المستوطنات كان إيمانهم بجيشهم، لكن بعد هجوم 7 أكتوبر، بات الكثير منهم غير واثقين فيه نهائيا، بدليل إقدامهم على تسليح أنفسهم، والهجرة خارج إسرائيل، ودعوة بعضهم الحكومة للبحث عن حل سياسي يُرضي الفلسطينيين ويمنعهم من مهاجمة إسرائيل".
كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قال بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في خانيا بجزيرة كريت، السبت: "علينا أن نضمن عدم اتساع النزاع أحد أوجه الخوف الحقيقية هو الحدود بين إسرائيل ولبنان، ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكّد من عدم تصعيد الوضع".
جاء ذلك خلال جولة يقوم بها بلينكن، تشمل كذلك تركيا ودولا عربية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة؛ حيث سيوصل رسالة مفادها بأن واشنطن لا تريد تصعيدا إقليميا للصراع في قطاع غزة.