اعتقله الاحتلال 7 سنوات واغتال أسرته بالكامل وأخيرا ابنه.. من هو الصحفي ”وائل الدحدوح”؟

الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، تجاوزت حد جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب، وتضع الاحتلال ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ومعهم الولايات المتحدة في سياق الجريمة الدولية.

لم تتوقف ماكينات القتل بكل الأسلحة المحرمة، ولم يتراجع الاحتلال عن اغتيال كل شاهد على حرب الإبادة التي تشنها على الأطفال والنساء في غزة للشهر الرابع، من دون تراجع أو التزام بأبسط قواعد الإنسانية.

استشهاد 110 صحفي

وقتلت قوات الاحتلال 110 صحفي منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، آخرهم استشهاد الصحفيين حمزة وائل الدحدوح، ومصطفى ثريا، اللذين استشهدا بقصف الاحتلال الإسرائيلي لسيارة كانا يستقلانها خلال تغطيتهما الصحفية، وأيضا الصحفي علي أبو عجوة إثر استهدافه أمس فى غارة جوية بغزة.

من هو حمزة وائل الدحدوح

حمزة هو ابن الصحفي وائل الدحدوح الذي فقد عائلته في غارة جوية أصابت منزلهم في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في 25 أكتوبر الماضي، لتقتل زوجته وابنه محمود وابنته شام البالغة من العمر 8 سنوات وحفيده ابن الشهيد حمزة الذي استشهد مع زميله، وتعرض هو شخصيا للاستهداف وزميله الشهيد سامر أبو دقة، وأصيب وائل، لكنه خرج وانتصر على المأساة وفقد أسرته، ليواصل عمله في نقل الحقيقة، وكشف جرائم الاحتلال.

وكتب حمزة لوالده وائل الدحدوح قبل ساعات من استشهاده عبر حسابه على منصة «إكس»: إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أن الله سيجزيك خيرا لما صبرت.

وائل الدحدوح

وائل حمدان إبراهيم الدحدوح "أبو حمزة"، وُلد في 30 أبريل 1970، هو صحفي فلسطيني وُلد ودرس في مدينة غزة وقضى معظم سنين حياته فيها، كما اعتُقل سبع سنواتٍ في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

بدأ وائل حياته المهنية مراسلًا لصحيفة القدس الفلسطينية، عمل لصالح وسائل إعلام أخرى قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة عام 2004.

اشتهرَ وائل بتغطيته المتواصلة والمستمرّة لما يجري في قطاع غزة كونه مراسلًا رئيسيًا للقناة القطرية في القطاع ويتواجدُ فيه باستمرار.

تعرضّت أسرة الصحفي الفلسطيني يوم 25 أكتوبر 2023 لقصفٍ جوّي إسرائيلي طالَ المنزل الذي نزحت له في مخيم النصيرات، ما تسبّب في مقتل زوجته وابنه وابنته وحتى حفيده وذلك بعد أن كانت سلطات الاحتلال قد حثَّت المواطنين على النزوح لجنوب القطاع بدعوى أن المنطقة هناك آمنة.

كما أنه أُصيب برفقة زميله المصور سامر أبو دقة يوم 15 ديسمبر 2023 خلال تغطيته قصفا استهدف مدرسة حيفا في خان يونس، قبل أن يُفارق سامر أبو دقة الحياة هناك.

استُشهد نجله الصحفي حمزة الدحدوح يوم 7 يناير 2024 في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين غربي خان يونس.

وقد أدانت كل نقابات ومنظمات الصحافة العربية الاغتيالات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين، وقال المكتب الإعلامي، عن اغتيال حمزة الدحدوح وزميله، إن هذه الجرائم المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحق الصحفيين تهدف إلى تخويف الصحفيين ومحاولة فاشلة لطمس الحقيقة ومنعهم من التغطية الإعلامية.

ودعا إعلام غزة كل الاتحادات الصحفية والهيئات الإعلامية والحقوقية والقانونية إلى إدانة هذه الجريمة والتنديد بتكرارها من قبل الاحتلال، مع حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.

جرائم اغتيال الصحفيين تضاف إلى سجل الجرائم ضد الإنسانية، التي تنظرها محكمة العدل الدولية يوم 11 يناير الجاري بناء على طلب جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل، والتي دعت فيه لمحاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة.