أوقع أقوى رجال العالم بأحضان القاصرات.. من هو «جيفري إبستاين»؟
عبده حسن مصر 2030عاد اسم جيفري إبستاين يعود للواجهه من جديد، بعدما تم كشف وثائق جديدة في قضيتة الشهيرة.
وكشفت محكمة اتحادية أمريكية، عن مئات الصفحات من الوثائق المتعلقة بدعوى قضائية تتعلق بجيفري إبستاين، الذي أدين بالتحرش الجنسي بالأطفال وتوفي في السجن قبل محاكمته بتهم الاتجار بالجنس.
وهذه الوثائق نشأت من دعوى مدنية رفعتها فيرجينيا جيوفري عام 2015، والتي ادعت فيها أنها كانت ضمن الفتيات التي تم تجنيدهن من قبل إبستاين وشريكته غيسلين ماكسويل.
وتشير الشهادات إلى وجود ثلاثة أشخاص لم يتم الكشف عن هوياتهم بعد، وادعت جيوفري أنها تم توجيهها لإقامة علاقات جنسية مع "أمير غير معروف" و"صاحب سلسلة فنادق كبيرة" وشخص آخر غير محدد، كما تم الكشف مسبقًا عن أسماء معظم الشخصيات المعروفة التي ظهرت في الوثائق يوم الأربعاء وكانت لها صلات بإبستاين.
ومن بين هذه الشخصيات، الرؤساء السابقين دونالد ترامب وبيل كلينتون، والأمير البريطاني أندرو، وحاكم نيو مكسيكو السابق بيل ريتشاردسون، وعارض الأزياء الفرنسي جان لوك برونيل، والمستثمر الأمريكي غلين دوبين، وليزلي ويكسنر، الرئيس التنفيذي لشركة إل براندز، وكلهم نفوا أي مزاعم تتعلق بأنشطة مخالفة مرتبطة بإبستاين.
وفيما يتعلق بالعلاقة بين إبستين وماكسويل، كانت تلك العلاقة بدأت عاطفيًا في أوائل التسعينات، لكنها تطورت لتصبح تعاونًا مهنيًا وشملت جرائم جنسية استمرت لمدة تقريبية تصل إلى 30 عامًا.
وبالنسبة لغيلاين ماكسويل، البالغة من العمر 61 عامًا والتي تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأمريكية، فقد أدينت في ديسمبر 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستين، وصدر حكم عليها في يونيو 2022 بالسجن لمدة 20 عامًا.
أما إبستين، الذي كان رجل أعمال له نفوذ واسع في القطاع المالي وعلاقات واسعة في السياسة والاقتصاد في الولايات المتحدة وخارجها، فقد وُجهت له اتهامات بالاعتداء الجنسي والاغتصاب على قاصرات، وانتحر في سجن نيويورك في 10 أغسطس 2019، مما أدى إلى إنهاء الدعوى الجنائية ضده.
وتم تداول نظريات مؤامرة تشير إلى إمكانية تعرضه للقتل في السجن بدلاً من انتحاره، ولكن الطبيبة الشرعية في نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" أكدا أن وفاته كانت نتيجة انتحاره وليست جريمة.
وفي يونيو الماضي، أكدت وزارة العدل نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن عدم وجود دلائل على وجود جريمة في وفاة إبستين.
وفيرجينيا جوفري، التي تبلغ الآن 40 عامًا، تتهم الأمير البريطاني أندرو بالاعتداء الجنسي عليها ثلاث مرات في عام 2001 عندما كانت في السابعة عشرة، وذلك في لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية، وأكدت أنها التقته عن طريق إبستين.
من هو جيفري أبستين؟
ولد في ولاية نيويورك، حيث كان والده يعمل في مجال الحدائق، ولم يكمل تعليمه الجامعي، لكنه كان موهوبًا في الرياضيات، مما سمح له بالحصول على وظيفة مدرس للرياضيات في مدرسة خاصة بنيويورك في السبعينيات.
أُقترح عليه العمل في "بير ستيرنز"، مؤسسة مالية، من قبل أيس غرينبيرغ، والد أحد طلابه.
وخلال عمله في هذه الشركة، قام أبستين بخدمة كبار رجال الأعمال والمستثمرين، حيث كان يعمل على تقديم النصائح المالية لهم، وأحد عملائه كان ليزلي فيكسنر، مالك فيكتوريا سيكريت، الذي أصبح لاحقًا مستشاره المالي.
أما عام 1982، أسس أبستين شركته الخاصة المتخصصة في إدارة الاستثمارات، ونجح في جذب كبار الأثرياء من جميع أنحاء العالم، وكانت معاييره الاستثمارية تتطلب مبالغ مليارية.
وقد استحوذ بسرعة على أكبر وأغلى عقار في وسط مانهاتن، يبلغ حجمه 50 ألف قدم مربعة، بالإضافة إلى ممتلكات في فلوريدا ونيو مكسيكو، وجزيرة خاصة في الكاريبي، وشقة في شارع فوش الراقي بباريس.
عام 2003، حاول أبستين بالتعاون مع المنتج السينمائي هارفي وينستين - الذي يواجه حاليًا اتهامات بالاغتصاب - شراء "مجلة نيويورك"، لكنهما فشلا في ذلك، في نفس العام، قدم تبرعًا بقيمة 30 مليون دولار إلى جامعة هارفارد.
وأبستين كان يتجنب الظهور في الأحداث العامة والحضور في العشاءات العامة، ويحافظ على حياة خاصة بعيدة عن الأضواء.
كما كان لديه علاقات مع إيفا أندرسون دابين، ملكة جمال السويد السابقة، وتشيزلين، ابنة الناشر روبرت ماكوسيل، ولكنه لم يتزوج في أي وقت من حياته.
وفي عام 2003، وصفته رئيسة شركة تيفاني للمجوهرات بأنه لغز كبير، شخص يشبه الشيفرة ويبقى محتفظًا بخصوصيته بشكل كبير، وخلال عام 2005 اتصلت امرأة بالشرطة وقالت إن ابنة زوجها البالغة من العمر 14 عاماً تعرضت لاعتداء جنسي على يد شخص ثري في حي بالم بيتش.
وأثناء استجواب الشرطة، قالت الفتاة ما جرى لها بالتفصيل في منزل فخم كبير وقالت إن رجلاً ذا شعر رمادي طلب منها أن تدلك جسده وهو عار تماماً وأمرها أن تخلع ملابسها أثناء ذلك، وعرضت الشرطة عليها صور بعض الأثرياء في المنطقة التي وصفتها الفتاة، ومن بينها صورة لأبستين فتعرفت عليه فوراً.
وتحدثت التقارير عن مئات الفتيات، بينهم عدد كبير من القاصرات وغالبيتهن من أسر فقيرة ومفككة ويتيمات ونزيلات دور الرعاية، إذ كان يمنح كل فتاة ما بين 200 إلى 300 دولار مقابل الزيارة الواحدة، وفي السادس من يوليو 2019، تم القبض على أبستين بعد عودته من باريس على متن طائرته الخاصة.
وداهم رجال المباحث الفيدرالي مسكنه الفخم في مانهاتن وهو المكان الذي ارتكبت فيه أغلب الانتهاكات وصادرت الشرطة كثيرا من الوثائق التي تدينه، وفي أغسطس 2019، عُثر على رجل الأعمال جيفري أبستين ميتا في زنزانته في سجن بنيويورك عندما كان ينتظر المحاكمة على خلفية اتهامات بتهريب بشر لاغراض جنسية.