خبيرة دولية تكشف لـ ”مصر 2030” طريقة حل الأزمة السودانية
علي فوزي مصر 2030خلال الأيام القليلة الماضية ظهر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلوا "حميدتى" وهو يزور بعض دول منظمة "الايجاد" التى خرجت ودعت إلى لقاء يجمع حميدتى والبرهان.
حيث التقى أولا بالرئيس الأوغندى يورى موسيفينى ثم رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد ثم رئيس جيبوتى إسماعيل عمر جيلة، وبعدها التقى حميدتى مع رئيس الوزراء السودانى السابق عبد الله حمدوك.
الأمر الذى جعل المتخصصين يفسرون أسباب تلك اللقاءات التى جمعت حميدتى برؤساء تلك الدول الإفريقية من أجل الحصول على الشرعية الدولية خصوصا بعد إقالته من منصبه فى الجيش السودانى وأيضا مجلس السيادة السودانى.
الضغط على الأطراف السودانية
قالت الدكتورة أسماء الحسينى، المتخصصة فى الشأن السودانى ومدير تحرير الأهرام، إن ظهور حميدتى خلال الأيام الماضية أدى إلى إرباك وإحراج معارضيه، خصوصا بعد تأكيدهم أنه لن يلتقى برئيس مجلس السيادة السودانى عبدالفتاح البرهان.
وأضافت الحسينى فى تصريحات خاصة لـ "مصر 2030"، أن حميدتى التقى مع رئيس الوزراء السودانى السابق عبد الله حمدوك الذى اختير مؤخرا ليكون رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية "تقدم" وعددا من قياداتها، وهى تضم قوى الحرية والتغيير وقوى أخرى انضمت إلى تحالف مدنى أوسع، ليثير ذلك اللقاء تساؤلات حول ما يريده كل طرف من الآخر، وهل سيعزز ذلك اللقاء مساعى السلام، وهل أسمعت قوى "تقدم" قائد قوات الدعم السريع رأيها فى الانتهاكات التى تقع وضرورة وقف الحرب، وما إذا كان حميدتى يريد تعزيز علاقته بهذه القوى، وهو من أعلن مرارا وتكرارا أنه لا يريد السلطة التى ينبغى تسليمها للمدنيين، ولا أن يكون بديلا للجيش الذى ينبغى إصلاحه، وهو الخطاب الذى تتشكك فيه أطراف عديدة، وتتخوف من عواقب هذا التمدد الهائل لقوات الدعم السريع التى لن تسلم حصاده على طبق من ذهب لقوى أخرى لم تقاتل أو تقدم التضحيات.
رفع الروح المعنوية للدعم السريع
أشارت إلى أن البعض يتخوف من ظهور حميدتى الذى من الممكن أن يرفع من الروح المعنوية لقواته، ويمكن أن يكون دافعا لها لمزيد من القتال والسيطرة، ويرى آخرون أنه يمكن أن يعزز التوصل لاتفاق لوقف الحرب، وأن أى لقاء بينه وبين البرهان إذا أعد له جيدا وتواصلت الضغوط الإقليمية والدولية على الطرفين يمكن أن يؤدى لإحداث اختراق كبير يمهد لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سلام تنهى الحرب وتبدأ صفحة جديدة فى السودان الذى أنهكته هذه الحرب التى تحمل مهددات وجودية لهذا البلد العربى الأفريقى المهم.
الضغط الدولى هو الحل
اختتمت المتخصصة فى الشأن السودانى، أن الأمور فى السودان شديدة التعقيد والتشابك، ولايبدو أن لقاء الرجلين البرهان وحميدتى الذى تسعى إليه "الإيجاد" يمكن أن يكون حاسما فى حل الأزمة، بسبب فجوة الثقة الكبيرة بين الرجلين والمعسكرين، وسعى كلا منهما لتعزيز موقعه على الأرض، وجلب السلاح وتجهيز العدة، فضلا عن الشروط والاتهامات المتبادلة بين الطرفين، وهناك شكوك كبيرة حول سيطرة كلا القائدين على معسكره بالكامل، وقد برزت التباينات داخل كلا الطرفين، والأمر متعلق أيضا بمدى توافر الإرادة للوصول لاتفاق لوقف الحرب، ومدى تأثير الأطراف المتداخلة فى هذه الحرب فى توجيه مسارها، سواء الأطراف الداخلية أو الإقليمية أو الدولية، وبالتالى تبرز التساؤلات حول مدى توافر وجدية الضغوط الدولية والإقليمية والداخلية اللازمة لوقف هذه الحرب، وقدرتها على إجبار الأطراف المتصارعة على وقف التدمير الذاتى، والتلويح بعصا العقوبات والملاحقة للجهات المعرقلة للسلام، ومدى وحدة المبادرات الإقليمية والدولية، ووجود خارطة طريق واضحة، تبدأ بوقف إطلاق النار والترتيبات العسكرية والإنسانية، وتنتهى بعملية سياسية شاملة تفضى إلى حكم مدنى، وتحقيق مطالب الشعب السودانى، وإلا بقى السودان ضحية وفريسة للبندقية والمناورات والتآمر.