«لم تعد صالحة للعيش».. كيف دمرت إسرائيل كل مقومات الحياة في غزة؟
تجاوزت إسرائيل المجازر في قطاع غزة، وقامت باستهدفت الحياة البيئية بشكل متعمد، فأتلفت البنية البيئية لهذه المنطقة الصغيرة، حيث استخدمت آلياتها وصواريخها وقذائفها لتحويل الأرض إلى مكان لا يُمكن العيش فيه.
فالحرب الهمجية على قطاع غزة تستند إلى تدمير كل مقومات الحياة، وأسفرت عن تلف كبير في البيئة مثل تلوث المياه والهواء والتدهور الأرضي، باستخدام أسلحة محظورة دوليًا مثل الفسفور الأبيض وأسلحة ثقيلة أخرى.
كما أن الحياة البحرية تعرضت لأضرار جسيمة بسبب الهجوم الإسرائيلي العنيف، حيث استخدمت السواحل الغزية كهدف للقصف التعسفي على المناطق الساحلية.
كما أن الاحتلال للبيئة في قطاع غزة يشكل جريمة دولية، ويجب على المسؤولين تحمل المسؤولية الجنائية الدولية، لأنها تنتهك القوانين الدولية المتعلقة بحماية البيئة والحقوق الإنسانية.
وسياسة الأرض المحروقة التي اعتمدها الاحتلال تمثل خرقًا صريحًا للاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية البيئة، حيث تحظر هذه الاتفاقيات بوضوح استخدام البيئة في حروب النزاعات والصراعات.
فعلى الرغم من جهود العالم لمكافحة ارتفاع نسب الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، فإن الاحتلال يواجه مشاكل بيئية خطيرة.
حيث أن السلطات المحلية تواجه صعوبات في إدارة النفايات الصلبة والسائلة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض.
ورئيس اتحاد الجمعيات البيئية في الأردن وصف الوضع في غزة بأنه "نتيجة للحصار الإسرائيلي والحرب العدوانية ضد المدنيين الأبرياء، حيث تعتبر البيئة الضحية الغائبة والمتضررة بشكل كبير نتيجة الكارثة الإنسانية التي ألمت بالمنطقة".
كما شدد على أهمية أن تتحرك مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية في البيئة لإصدار إعلان واضح يوضح حجم الدمار البيئي الذي يعانيه قطاع غزة، إذا توفرت البيانات حول ذلك.
وطالب أيضًا بأن تصدر الأمم المتحدة قرارًا رسميًا يدعم ضرورة وقف العمليات العسكرية، مما سيمكن من تقديم شكاوى إلى المحاكم الشرعية الدولية بخصوص الأضرار البيئية الكبيرة التي نتجت عن سنوات الحصار والحروب المتكررة على غزة.
والجدير بالذكر أنه صباح اليوم، أفصحت وسائل الإعلام الإسرائيلية، عن سلسلة من الاتصالات التي تقوم بها إسرائيل مع جمهورية الكونغو، الدولة الواقعة في وسط القارة الأفريقية، بهدف استقبال آلاف المهاجرين القادمين من غزة.
وأشار مسؤول كبير في مجلس الوزراء السياسي والأمني الإسرائيلي إلى أن "الكونغو مستعدة لاستقبال المهاجرين، وأن هناك مفاوضات جارية مع دول أخرى" لهذا الغرض.
وقد أوضحت صحيفة "زمان" الإسرائيلية أن مبادرة تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين الذين يسكنون في قطاع غزة، رغم إدانة وزارة الخارجية الأمريكية، أصبحت الآن جزءًا من السياسة الرسمية الرائدة لحكومة إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن سياسة الهجرة الطوعية لسكان غزة تحولت تدريجياً إلى سياسة رسمية للحكومة الإسرائيلية والائتلاف، مشيرة إلى موافقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وتأييد وزراء وأعضاء الكنيست من جميع الفصائل السياسية.
وذكرت الصحيفة أن وزراء أحزاب اليمين المتشدد "الصهيونية الدينية" و"عوتسما يهوديت"، وبعض أعضاء حزب "الليكود"، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، يدعمون ويشجعون برنامج الهجرة الطوعية.
وفي اجتماع لكتلة "الليكود"، أعلن نتنياهو أنه يعمل على تسهيل هذه الهجرة إلى دول أخرى، مع التأكيد على أهمية وجود دول مستعدة لاستقبال اللاجئين من غزة، معبرًا عن حرصه على حل هذه المسألة.
