«المعركة لم تنته».. مخاطر تواجه الاقتصاد الأمريكي في 2024
مارينا فيكتور مصر 2030قدم اقتصاد أمريكا في عام 2023 درساً في التواضع للمحللين، ففي نهاية عام 2022، كانت معظم توقعات خبراء الاقتصاد، تشير إلى أن اقتصاد الولايات المتحدة سيكون أمام خيارين خلال 2023، هما النمو البطيء في أحسن الأحوال، والركود في أسوأ الأحوال.
واعتمد هؤلاء في تنبؤاتهم على المنطق الذي يقول إن التغلب على التضخم لا بدّ أن يكون مؤلماً.
ولكن ما حصل خلال 2023 فاجأ الجميع على نطاق واسع، حيث أظهر الاقتصاد الأميركي مرونة وقوة عالية، وكان تأثير ما قام به البنك الاحتياطي الفيدرالي والبيت الأبيض مبهراً، في بيئة سيطرت عليها المخاوف من التضخم، وأسعار الفائدة المرتفعة.
وكانت النتيجة توسع الاقتصاد ونموه، بمعدل 2.2 بالمئة و2.1 بالمئة و4.9 بالمئة على التوالي خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2023، في ظل ارتفاع أسعار الفائدة إلى مستويات تتراوح بين نطاق 5.25 بالمئة و5.50 بالمئة وهي معدلات لم تشهدها البلاد منذ أوائل عام 2001.
رحلة محاربة التضخم
وبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رحلة رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم في مارس 2022، ونجح بإبطائه إلى مستويات 3.1 بالمئة اعتباراً من نوفمبر 2023 من 9.1 بالمئة في يونيو 2022، حيث واصل الاقتصاد الأميركي الاستفادة من قوة سوق العمل التي سجلت معدلات بطالة منخفضة نوعاً ما، مع بلوغها مستويات 3.7 بالمئة في نوفمبر 2023.
وكان التحول في مجريات الأمور بالنسبة للاقتصاد الأمريكي خلال عام 2023، بدعم من الإنفاق الاستهلاكي المتسارع، والزيادات القوية في الاستثمار في المخزون الخاص، والصادرات، والإنفاق الحكومي، والاستثمارات الثابتة السكنية وغير السكنية، إضافة إلى ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي التي لعبت دوراً كبيراً في تحفيز الأسواق.
من المبكر إعلان النصر
ورغم أن تحقيق الاقتصاد الأمريكي لـ "هبوط ناعم" خلال 2023، أقنع الكثير من المحللين بضرورة التخلي عن تشاؤمهم بالنسبة لتوقعات عام 2024 التي باتت تتسم بالإيجابية.
وصحيح أن الاقتصاد نجا من الركود، ولكنه لم يخرج من الأزمة بعد، وهذا ما دفع برئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول إلى القول إنه "من السابق لأوانه إعلان النصر، وهناك بالتأكيد مخاطر يواجهها الاقتصاد".
الصراع مع الصين
ومن المخاطر التي تتصدر اهتمامات الاقتصاديين دائماً قضية الصراع بين أكبر اقتصادين في العالم، فالمحللون قلقون من الطريقة التي ستدير بها الولايات المتحدة علاقاتها مع الصين في 2024، بدءاً من موضوع التجارة مروراً بموضوع تايوان وصولاً إلى موضوع التكنولوجيا والرقائق، فهذه المواضيع الثلاثة ستظل لها أثار، ليس على الاقتصاد الأميركي فحسب، بل على الاقتصاد العالمي بأكمله.
عودة ترامب إلى البيت الأبيض
ويقول الرئيس التنفيذي لفيرست فايننشال ماركتس نديم السبع، إن الولايات المتحدة الأمريكية، ستشهد انتخابات رئاسية في نهاية عام 2024، وحتى الآن فإن المرشحين الأكثر حظاً للتنافس، هما الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يتمتع بفرصة جيدة لأن يعود من جديد للبيت الأبيض كرئيساً للولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه كلما ارتفعت حظوظ ترامب في العودة زاد الحديث عن إمكانية حدوث تغيير في السياسة النقدية الأمريكية، دون استبعاد إمكانية حصول صدمة في حال تكرر السيناريو الذي حصل في انتخابات الرئاسة الأميركية في عام 2020، عندما رفض ترامب نتيجتها.